بقلم دكتور يحيى هاشم استاذ علم الاجتماع و برامج الحماية الاجتماعية 

نؤمن جميعا بأن مصر و السودان و جنوب السودان هم شعب واحد و قلب واحد و مصير واحد منذ فجر التاريخ فالعلاقات بين القاهرة و الخرطوم و جوبا هي علاقات تاريخية مصيرية نقدرها جميعا و نعمل دائما على تعزيزها و استمرارها و استقرارها في نفس الوقت .

و من هنا جائت الفكرة الرائعة للشباب السوداني الذي تعلم على ارض مصر و اراد أن يقدم عملا مجتمعيا شبابيا مشتركا مع الشباب المصري على ارض مصر ليبعث برسالة الى العالم يقول فيها نحن جميعا جسد واحد و عقل واحد و سنظل هكذا حتى نهاية العمر .

و قد سعدت جدا بطلب من طلابي خريجين قسم الاجتماع كلية الاداب جامعة القاهرة فرع الخرطوم أن اشاركهم حلمهم و طموحاتهم في اطلاق مبادرة شبابية سودانية مصرية لنشر الوعي و السلام المجتمعي بين شباب البلدين من خلال العديد من الآليات التي سوف يتم التنفيذ من خلالها و تتحول بعد ذلك المبادرة الى جمعية او مؤسسة لأستكمال مشوار العطاء المجتمعي السوداني المصري المشترك .

لم اتردد في الموافقة على ان اشاركهم هذه التجربة الانسانية الرائعة ليستكملوا تطبيق العلم الذي حصلوا علية بشكل فعال في عمل مجتمعي يحقق تعزيز العلاقات و الترابط بين الشباب السوداني و الشباب المصري و الذي سوف ينعكس تاثيره على المجتمع السوداني و المصري معا .

علينا أن نشجع هؤلاء الشباب و نقف بجانبهم و نقدم لهم كل الدعم لاننا نحتاج الى هذه الافكار الايجابية الابتكارية الابداعية التي تعزز العلاقات بين الشعوب و المجتمعات لكي نتمكن سويا من تحقيق اهدافنا المشتركة نحو مستقبل أفضل و أقوى للعلاقات المصرية السودانية لنستكمل مشوار اجدادنا الذي بدأ منذ فجر التاريخ في هذه العلاقة المصيرية بيننا .

• 

• 

و سوف تعتمد المبادرة على آليات متنوعة من اجل نشر الوعي و السلام المجتمعي من خلال تبادل الخبرات الفاعلة في مجال المشروعات الصغيرة و المتناهية الصغر و الحرف اليدوية بين الشباب السوداني و الشباب المصري و كذلك انعقاد صالون ثقافي دوري يسهم في نشر الوعي بعمق العلاقات المصرية السودانية و باقي الموضوعات الثقافية المشتركة الاخرى و تقديم الدورات التدريبية على العديد من المهارات التي يحتاج لها الشباب ليسهم في تحقيق اهداف التنمية المستدامة و تفعيل مشاركة المراة السودانية و المصرية في تحقيق كافة الاهداف المجتمعية المشتركة بالاضافة الى العديد من الفاعليات الاخرى التى تحقق الاهداف المشتركة بين الشباب السوداني و الشباب المصري .

أشعر بالفخر بطلابي الذين أصبحوا زملائي في مجال علم الاجتماع و أقدر طموحاتهم و احلامهم التي تحمل اهدافا ايجابية من اجل ان يعلم العالم كله رسالة في غاية الاهمية و هي أن القاهرة و الخرطوم و جوبا شعب واحد و ها هو الشباب السوداني و الشباب المصري و هم كل المستقبل يرسخون للعمل المجتمعي التنموي المشترك الذي يدعم العلاقات المشتركة بين مصر و السودان و جنوب السودان