رئيس التحريرأميرة عبدالله

يا”محمد” تعالي بسرعة

يا”محمد” تعالي بسرعة

بقلم الكاتب والروائي: عصام متولي

مين في مصر لم تصله هذه الرسالة على هاتفه ( يا محمد .. تعالي بسرعة أبوك لقى تماثيل ذهب وعاوز حد أمين يصرفهم..) الكثيرين وصلتهم هذه الرسالة .. منهم من أهملها .. ومنهم من يفكر في مصدرها.. ويتساءل ..هل هي رسالة حقيقية وصلت له عن طريق الخطأ؟هل هي رسالة من مباحث الآثار للإيقاع بتجار الآثار…. ؟

ولكن الأكيد هو أن هذه الرسالة عبارة عن طعم من النصابين لاصطياد الحالمين بالثراء السريع.

بداية القصة : تبدأ على يد بعض الفنانين … نعم الفنانين الذين يقومون بتقليد الآثار الفرعونية بشكل متميز نسخ طبق الأصل لبيعها للسائحين في البازارات.. ولما رأى بعض محترفو النصب.. بعض هذه القطع وكيف أن العين غير الخبيرة لا تستطيع أن تفرق بين القطع المقلدة والقطع الأثرية إذ أنهم بعد نحتها بشكل احترافي .. يقومون بمرحلة أخرى وهي مرحلة إكساب القطعة رتوشاً كأنها تأثرت من عوامل الزمن وكأنها مستخرجة من مقبرة حقيقية.. ولا مانع من وجود خدش هنا، وكشط هناك لإضفاء شيء من الواقعية على شكل القطعة.وإن كانت هذه الخدعة لا تنطلي على خبراء الآثار خاصة هؤلاء الذين يعتمد عليهم تجار الآثار في الفصل إن كانت هذه القطع أصلية أم مزيفة.فمن المعروف أن القطع الأصلية تكون قياساتها سليمة، ودقة صنعها تصل إلى مائة في المائة، فدقتها العالية جعلت البعض يعتقد أن قدماء المصريين كانوا يستعينون بالجن في نحت ونقش وتنفيذ هذه القطع.ظاهرة التنقيب عن الآثار….!!

انتشرت عمليات التنقيب عن الآثار تحت المنازل في بعض مدن وقرى الصعيد، خاصة تلك الواقعة في حزام الآثار، وفي محافظة الشرقية حيث مدينة تل بسطة الأثرية وما حولها من مدن وقرى، ومدن وقرى متفرقة على أنحاء الجمهورية.

فقد ضبطت شرطة الآثار الكثير من الأشخاص اللذين يحفرون تحت منازلهم تنقيباً عن الآثار.إلا أن عمليات التنقيب قد تطورت بتطور الآلات الحديثة للتنقيب والمجسات الإلكترونية، وأجهزة أشعة حديثة تستخدم لكشف الكنوز القابعة في باطن الأرض.كما يلجأ البعض إلى السحرة والمشعوذين لمعرفة ما إذا كان هناك آثار تحت المنزل أم لا، وتعد هذه طريقة من طرق النصب.طرق شهيرة للنصب…. وقد ظهرت عشرات الطرق لعمليات النصب فى تجارة الآثار المقلدة، واستغلال جشع الإنسان للثراء السريع، الحلم الذي يراود الكثير من المصريين.

ومن الطرق المشهورة في النصب وضع آثار مقلدة مع آثار أصلية داخل إحدى المقابر القديمة بحيث يوهم الضحية بجو من الرهبة داخل مقبرة حقيقية، فيزيد من إقناعه بوجود آثار، بينما المقبرة تكون قديمة، والآثار مقلدة تم وضعها عمدًا.

ومن أشهر الأساطير التي تداعب أحلام الطامعين، هي أسطورة الزئبق الأحمر الذي يلهث وراءه الكثيرون، وهو من الأساطير التي لم يجزم أحد برؤيته رأي العين، أو رأى ما يقال عنه من معجزات، فيحكى أنه يعيد الشباب، ويشفي من الأمراض، ويسخر الجان.. والعديد والعديد من القصص والروايات التي يتداولها النصابون لاصطياد ضحاياهم…. وهناك طريقة أخرى للنصب وتتمثل في أن يقوم النصاب بإطلاع الضحية على قطعة آثار حقيقية ويصدق الخبير على صحتها، ويتم الاتفاق على الثمن ومكان وزمان التسليم، وعند التسليم يقوم النصاب بالاتفاق مع آخرين على إطلاق الأعيرة النارية في لحظة محددة مما يوهم الضحية بأن الشرطة قد علمت بالأمر وداهمت المكان، ويقوم النصاب بخطف الأموال من الضحية والاختفاء إلى الأبد.

وهذا النوع من النصب من الصعب إيقافه أو الإيقاع بأباطرته، لأن الكثير من الضحايا لا يجرؤون على إبلاغ الجهات المختصة عن عملية النصب لخوفهم من وقوعهم تحت طائلة القانون، ولمعرفتهم أن الاتجار في الآثار من الجرائم التي يعاقب عليها القانون.

والحل عزيزي القارئ حين تأتيك هذه الرسالة أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وتقوم بإزالتها على الفور من هاتفك حتى لا تقع فريسة لهؤلاء النصابين.

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©