رئيس التحريرأميرة عبدالله

نص كلمة رئيس وفد الاتحاد العمالي العام في لبنان ورئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بالإنابة حسن فقيه في”الملتقى النقابي الدولي مع عمال وشعب سوريا لكسر الحصار الاقتصادي ورفض التدخلات الامبريالية”

نص كلمة رئيس وفد الاتحاد العمالي العام في لبنان ورئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بالإنابة حسن فقيه في”الملتقى النقابي الدولي مع عمال وشعب سوريا لكسر الحصار الاقتصادي ورفض التدخلات الامبريالية”

الأخ السيد جمال القادري – رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سوريا، – الأخ السيد غسان غصن – أمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، – الأخوة في القيادة السياسية في الجمهورية العربية السورية، – ممثلي الاتحادات العربية والدولية والمنظمات النقابية، – الضيوف الكرام، – الزميلات والزملاء المشاركون، – أيها الحفل الكريم، من لبنان، من جنوبه وشماله، من جبله وساحله، من الضاحية الجنوبية لبيروت، من كل عامل مصنع ومؤسسة ومتجر ومن كل مزارع وفلاح، من حقول التبغ ومواسم الزيتون، من كل عمال لبنان، أتوجه إليكم بأسمى التحيات وأصدقها سواء على تنظيمكم لهذا الملتقى الذي بات تقليداً نضالياً تضامنياً سنوياً أو لهذه المشاركة، بل التظاهرة، الأممية النقابية الكبرى التي تشهدها دمشق الصامدة – قلب العروبة النابض – كل عام في كثل هذه الأيام.

السيدات والسادة الأعزاء، منذ شهر آذار 2011 شهدت سوريا شعباً وقيادة وجيشاً وطنياً باسلاً هجوماً عدوانياً لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر، تجسّد في حرب كونية شارك فيها بشكل أو بآخر أكثر من ثمانين دولة ومعها كل عصابات القتل والتدمير الهمجي من أمثال داعش وجبهة النصرة وسواها من مسوخ ما قبل التاريخ. وإذا كان العدو الصهيوني قد شارك في هذه المؤامرة الكبرى لإسقاط سوريا ودورها وقيادتها ودعمها لمحور المقاومة، ولا يزال يقوم بالاعتداءات والقصف والقتل فإنّ الامبريالية الأميركية والعديد من الدول الغربية لم تتأخر لا في فرض الحصار الاقتصادي القاسي على سوريا وشعبها الصامد، ولا في تمويل وتجهيز منظمات الإرهاب العالمية عبر مخابراتها، وذلك من دون أن ننسى الدور المكشوف لعدد من البلدان العربية الرجعية ومشاركتها الفاعلة في هذا المجال. أيها الأخوات والأخوة، لكن بعد هذه السنوات الثماني العجاف انتصرت سوريا بجيشها العربي الأبيّ وبقيادته الحكيمة وبشعبها الصامد والصابر على كل أشكال الحصار والدمار. انتصرت سوريا بفضل رؤية قيادتها البعيدة والآن انتهت أسطورة الدواعش وباتت جيوباً صغيرة محاصرة، وتتهافت العديد من الدول الغربية المعادية ومعها بعض الدول العربية المقاطعة لفتح سفارات وإجراء مباحثات للعودة الى سوريا المنتصرة وبدأت وفود النازحين قسراً من ديارهم السورية بالعودة التدريجية الى بيوتهم وأرزاقهم بعد تحرير أكثر من 90% من تلك العصابات وداعميها.

ولم يكن ذلك ليتمّ لولا دعم بعض الدول الشقيقة والصديقة والقوى الحليفة والشرفاء من كل أنحاء العالم وغيرها من قوى محور المقاومة.

وإذا كان إسقاط سوريا وقيادتها ودورها هو الهدف المعلن فإنّ القضاء على إنهاء الحق الفلسطيني بالعودة الى وطنه وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، وعودة تخريب السلم الأهلي في لبنان ومحاولة تفتيت العراق وإغراق اليمن بدماء شعبه هي الأهداف الحقيقية للامبريالية العالمية والكيان الصهيوني لتحقيق شعار بناء «الشرق الأوسط الجديد».

إنّ جريمة الإدارة الأميركية بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها والاعتراف بالدولة اليهودية «وإهداء» الجولان العربي السوري إلى الكيان المغتصب، لن تمرّ طالما هناك عربي واحد من مشرق العالم العربي إلى مغربه يمارس رفضه بالبندقية والكلمة والموقف مهما طالت الأزمة ومهما كان الثمن.

السيدات والسادة الأعزاء، لقد كان الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة على لبنان فيما مضى نزهة للجنود المعتدين. فكان الدرس القاسي بدءاً من مواجهة احتلاله عام 1982 لقسم واسع من لبنان وعاصمته بيروت وبمساعدة ودعم في كافة المجالات من الشقيقة سوريا التي دفعت كوكبة من شهداء جيشها في تلك المواجهات، ثم صدّ عدوان 1993 – 1996 والتحرير شبه الكامل عام 2000 وكسر شوكة العدو وتدمير دبابات «الميركافا» فخر الصناعة العدوانية في وادي الحجير وبنت جبيل ومارون الراس… وغيرها من ساحات المواجهة.

وها نحن اليوم نتعرض في ضاحية بيروت الجنوبية إلى عدوان نوعي أي في عمق العاصمة بطائرات مسيّرة هدفها الاغتيال والتدمير لكننا واجهنا شعباً ومقاومة ودولة وجيشاً ونقابات عمالية، كلٌ من موقعه هذا العدوان بموقف موحّد وبوعد أكيد بالردّ المؤلم ما جعل العدو يعيش على أعصابه، فلا هو قادر على شن حرب واسعة جراّء توازن الرعب وفتح الجحيم في المنطقة بأكملها ولا هو قادر على البقاء على استنفار قواته على أعصابها لمدّة طويلة.

السيدات والسادة، إننا أمام فجر جديد بدأت تبزغ خيوطه من خلال انتصار سوريا على الإرهاب والتكفير وكذلك انتصار لبنان والعراق على تلك المجموعات الهمجية وسيعود الربيع الحقيقي يزهر في فلسطين من خلال أجيالها الجديدة التي تجاوزت اتفاق أوسلو المذل وحملت الحجر والبندقية والسلاح الأبيض ودهس المستوطنين وحملات العودة المستمرة لأكثر من عام على حدود – غزة – فلسطين وستزهر في سوريا والعراق واليمن والبحرين وفي كل الوطن العربي وسنكسر الحصار على سوريا وشعبها بفضل صمود الجيش العربي السوري وهذا التضامن الأممي النقابي والشعبي.

ولكم من شعب لبنان وعماله كل التحيات والوعد باستمرار الكفاح المشترك حتى النصر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رئيس الاتحاد بالإنابة حسن فقيه

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©