رئيس التحريرأميرة عبدالله

موعظــة بالعامية

موعظــة بالعامية

بقلم:سعيد حسني امام وخطيب ومدرس بالاوقاف

دور العلم في وقت الأزمات عنوان مهم جدا وخطير جدا ونافع جدا جدا وطبعا الجميع يعرف جيدا دور العلم في جميع الأوقات والشريعة الإسلامية وكل الأديان السماوية حثت على العلم وامرت به وكانت أول كلمة نزلت على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأ فهى دعوة للعلم وقال رسول الله اطلبوا العلم من المهد الى اللحد وقال إن الملائكة فى السماء وحتى الحيتان فى البحار لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وطبعا لعل وقت الأزمات من اهم الأوقات التى يظهر فيها دور العلم والعلماء جيدا وقد بيّنت جائحة كوفيد-19 بوضوح كما تفعل الأزمات في أغلب الأحيان حاجة البشر والمجتمعات إلى العلم والثقافة ففي زمن التباعد الجسدي بين مليارات البشريأتى العلم والعلماء ليجمعوا بين الناس ويوفرون لهم الراحة والإلهام والأمل في وقت ملىء بالكثير من القلق والغموض والاضطرابات ولكن في حين نعتمد على العلم اولا لكي نعبر هذه الأزمة نجد أن العلم والعلماء انفسهم يعانون فنجدالكثير من العلماء ولا سيما أولئك الذين يعملون في ظلِّ اقتصاد غير نظامي لم يعودوا قادرين على تغطية نفقاتهم لسوء الحالة الاقتصادية كما نجد أن المؤسسات العلمية والثقافية الكبيرة والصغيرة تأثرت بالازمة فهي تخسر الملايين مع كل يوم يمر. وبينما يعمل العالم أجمع على التصدي لخطر انتشار كوفيد-19 يتعين على كل انسان بل يتعين علينا جميعاوضع تدابير وتضافر الجهود لدعم العلم والعلماء المثقفين والفنانين وإمكانية الانتفاع بالعلم والثقافةولو حتى على الأجل القصير والطويل على حدٍّ سواء. فالعلم منفعة عامة وأساس لصمود المجتمعات ونحننواجه اليوم أزمة عالمية لا تشبه أي أزمة مررنا بها في القرن العشرين حيث توفي آلاف الضحايا بسبب جائحة كوفيد-19 وأصيب الكثيرون بالعدوى بل وهناك مليارات البشر الخاضعين للحجر الصحي في منازلهم حتى الوقت الراهن أما أولئك الذين ليس بإمكانهم العمل من المنزل مثل الأطباء والممرضين والعاملين في منظومة الطوارئ والعاملين في قطاعات الخدمات الأساسية من متاجر بيع الأغذية والصيدليات وعمال النظافة على سبيل المثال لا الحصر يعرضون حياتهم للخطر كل يوم من أجل أن نعيش بأمان ونتمتع بصحة جيدة وترزخ النظم الصحية حتى في أكثر البلدان ثراء بالعلم والعلماء تحت عبىء هذه الجائحة العالمية ونجد على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والنفسي فإننا سنظل نعاني من تأثير هذه الجائحة لفترة طويلة بعد انتهائها.وطبعا بدون اى مجاملة لهذا الصالون المحترم لشاعرتنا الكبيرة الدكتورة تغريد فياض تسعى بشتى الطرق والوسائل لنشر الوعي العلمى والثقافى واستخدام العلم والتكنولوجيا للتوعية وعلاج الازمة فكل الشكر والتقدير والاحترام على ما يبذل من جهد جبار وقدبيّنت جائحة كوفيد-19 بوضوح كما تفعل الأزمات في أغلب الأحيان حاجة البشر والمجتمعات إلى العلم الثقافة فقد شاهدنا مثلاعلى منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للأطباء والعلماء والمثقفين والفنانين من أجل نشر معلومات هامة وتوعويةبشأن جائحة كوفيد-19مثل الإشارة إلى أهمية غسل الأيدي جيداً وضرورة التباعد الجسدي. وبفضل العلم والعلماء لم يقتصر الأمر على الأطباء فقط ورأينا جميعا مجتمعات محلية بأكملها تلزم منازلها بسبب الحجر الصحي غير أنّ أفراد هذه المجتمعات يغنون معاً ويعزفون الموسيقى ويرقصون وحتى يعرضون الأفلام وصالونكم الموقرالماضى من خلال الانترنت ورأينا أيضا بفضل العلم كيف تعايش الكثير خلال الأزمة للترفيه عن نفسه والاخرين فى برامج اليوتيوب كيف كان البعض يغنى وينشر البهجة والفرحة فى منطقته من النوافذ وشرفات المنازل كما قامت دور الأوبرا ودور الموسيقى والمؤسسات الثقافية الأخرى المغلقة حالياً أمام الجمهور بفتح أبوابها بسخاء في العالم الافتراضي مقدمة زيارات افتراضية لمجموعاتها وبثاً مجانياً على شبكة الإنترنت للعروض الفنيةوعلى النحو نفسه قامت المكتبات ومكتبات الأفلام بفتح مجموعتها للجمهور وهم في بيوتهم.في وقت يعيش فيه مليارات البشر التباعد الجسدي عن بعضهم البعض قام العلم و الثقافة بجمعهم معاً محافظين على الصلات بينهم ومختصرين المسافات التي تفصلهم عن بعضهم وللعلم والثقافة دور في توفير الراحة والإلهام والأمل في أوقات يملؤها الشعور بالقلق الشديد وعدم اليقين ونحن نعتمد اعتمادا كبيرا على العلم لكي نعبر هذه الأزمة يجب ألا ننسى دور صالون تغريد فياض الثقافي اللبنانى في نشر الوعي وتجميع العلماء والأدباء والفنانين والمثقفين ووقوفهم صفا واحدا لعبور الازمة والتى اثرت سلباً وإلى حدٍّ كبيرٍ في الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات المحلية حيثما وجدت. وقدنحتاج إلى بذل مجهودات منسقة على غرار مثل هذا الصالون المحترم إن البشر في يومنا هذا هم أحوج ما يكون إلى العلم والثقافة فهي تزيد من قدرتنا على الصمود وتمنحنا الأمل وكلنا أمل بأن يظل هذا الصالون الموقر نبراسا ومنبعا للنفع العام والوطنية الجياشة ومنهلا للعلماء والباحثين والمفكرين والمثقفين والفنانين حفظكم الله ورعاكم ونسأل الله تعالى أن يعلمنا ما جهلنا وينفعنا بما علمنا ويجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه يارب .

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©