يقدمها لكم:سعيد حسنى إمام وخطيب ومدرس بالاوقاف 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتى وأصدقائى وفى آخر جمعة من رمضان إليكم نفحات فاقرأو بتأنى وفقكم الله وأسعدكم يارب .

وهذه النفحات أرسلهاإلى كل من أحاطه الملل في حياته وسكن القلق عيشُه في صباحه ومسائه وإلى كل من بارت عليه الحيل وضاقت به السبل وإلى كل من ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه بما حملت و إلى كل من ذاق طعم الهم وتجرع كأس الغم و إلى كل من اضطربت مشاعره وإلى كل من تأخر عليه الفرج ويأس مِن من بيده مفاتيح الفرج وإلى كل عاطل عن العمل وذاق طعم الملل والكسل إلى كل من واجهته الصعاب وأصابه الاكتئاب وإلى كل من خاف من المستقبل وإلى كل من أصيب بعاهة في جسده وأصيب بالقرحة ومرض القلب وكل مرض نغص عيشُه وكمان أرسلها إلى كل من عانى من جفاء وقسوة ولده وما أكثرهم هذه الايام وإلى كل من عانى وعانى من جفاء وقسوة والده وإلى كل شاب صدره أضيق من سمِّ الخياط و إلى كل شاب تصرمت حياته بين كل ذنب وحرام وفقد الأنس بالعليم العلام سبحانه وتعالى.  إلى كل شاب عاش بين صفحات الاكتئاب وضاقت عليه الأحوال من كل باب وأرسلها إلى كل فتاة أحسَّت بالعنوسة وفقد الزواج وإلى كل امرأة انهار زواجها وفقدت حلاوة العيش ونعيم الزواج وإلى كل فتاة لم تنعم بالحياة ولم تتلذذ بطعم الإيمان وأخيرا اليكم جميعا هذه الرسالة فيارب قلت وقولك الحق  قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب وقلت وقولك الحق قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر وقلت وقولك الحق أليس الله بكاف عبده.

أيها المهموم افهم ما أقول وترجم كل ما تقرأُ على أرض واقعك وليكن لديك وعياً في هذه الحياة ولا تُصيُّرُك التوافه إلى الحضيض وحقق السعادة في دنياك وآخرتك فاصبر وما صبرك إلا بالله واستقبل المكارة برحابة صدر واستقبل الهموم والغموم بقوة وشجاعة فهل أوجد العلماء وهل أوجد الحكماء والأطباء حلاً للأزمات والمصائب غير الصبر فاصبروا.

اصبروا وصابروا ورسول الله يقول ان الله اذا أحب قوما ابتلاهم اصبرفإن مع العسر يسرا وإن مع الكرب فرج أيها المهموم إعلم أن الله قريب والله سميع والله مجيب يجيب المضطر إذا دعاه يا مهموم يا مغموم مد يديك وارفع كفيك واطلق لسانك وأكثر من طلبه وبالغ في سؤاله وألزم بابه وانتظر لطفه ولا تغضب ولا تجزع ولا تنهر أهلك ولا تجعل شدّة المصيبة على أبيك أو على ولدك أو على أخيك أو على سيارتك ولكن قل الحمدلله قل الشكر لله قل قدر الله وما شاء فعل وليهدأ بالك ولا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذاو كذا.

أيها المهموم سوف أدلك على واسطة تحقق لك كل ما تريد ولكن إذا نويت الدخول عليه فتهيأ تهيأًً كاملا والتزم بالشروط التي يجب إحضارها إليه من أجل أن يقبل ما عندك ثم بعد ذلك أدخل عليه وهذه الواسطة هى ملك الملوك إنه الله الذي أمره بين الكاف والنون {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} فاستعد قبل الدخول عليه سبحانه وفرغ قلبك من الشهوات والتزم بشروط إجابة الدعاء وحقق شرط أكل وشرب الحلال فأنى يستجاب لآكل الحرام وبعد ذلك أدخل عليه وحدك في ظلمة الليل أدخل عليه في ذلك الوقت الذي ينام فيه أهل الوساطة الذين نتعلق بهم سبحانه يقول للعباد يقول للشباب يقول للعاطلين هل من سائلٍ فأعطيه هل من داعٍ فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له نعم أليس الله سبحانه فرج الكرب عن أيوب أليس الله سبحانه ألان الحديد لداود أليس الله سبحانه فلق البحر لموسى أليس الله سبحانه جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم أليس الله سبحانه شق القمر لمحمد في هذا الوقت قدم ما لديك على ربك ادع ربك.. ناده.. اسأله أيها المهموم اذا ضاق صدرك وصعب أمرك وكثر مكرك وأظلمت في وجهك الأيام فعليك بالصلاة “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ” الصلاة هي مستشفى تداوى البشر من السقم وتشرح الصدر من الهم والغم أيها المهموم إعلم ثم إعلم أن قلة التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق وفساد القلب وإضاعة الوقت والوحشة بين العبد وبين ربه ومنع إجابة الدعاء وقسوة القلب ومحق البركة في الرزق وحرمان العلم ولباس الذل وضيق الصدر وطول الهم والابتلاء بقرناء السوء تنشأ وتتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كلنا نعرف الحلال و الحرام ولكن السعيد من فعل الحلال وترك الحرام فتب إلى الله وارجع إليه أيها المهموم إن سِرَّ أسباب راحة البال وهدوء القلب هو الاستغفار واطمئن فإنك تتعامل مع اللطيف بالعباد والرحيم بالخلق أحبتى وأصدقائى هذه نفحات هذا اليوم بإختصار شديد فاللهم فرَّج همَ المهمومين وفرج كرب المكروبين يارب العالمين وجمعتكم مباركة وأحبكم فى الله.