رئيس التحريرأميرة عبدالله

مرضى الغسيل الكلوي .. رحلة كفاح

مرضى الغسيل الكلوي .. رحلة كفاح

بقلم : دكتور يحيى هاشم استاذ علم الاجتماع

يسمع الكثيرون عن مرضى الغسيل الكلوي و لكن القليلون هم من يشعرون بمعاناتهم اليومية في رحلة الغسيل الكلوي ثلاثة ايام اسبوعيا بواقع اربع ساعات كل مرة  طول العمر او بمعنى آخر فمريض الغسيل الكلوي يقضي نصف عمره في وحدة الاستصفاء الدموي او كما نطلق عليها وحدة الغسيل الكلوي .

و للاسف الشديد الاعلام و منظمات المجتمع المدني لا تعمل على ملف مرضى الغسيل الكلوي بالشكل الكافي الذي يسهم في حراك مجتمعي كبير يكون فعال و مؤثر في حياة مرضى الغسيل الكلوي الذين يجد عدد كبير منهم معاناة في وجود مكان به عدد كاف من اجهزة الغسيل الكلوي لتستقبله ثلاث مرات كل مرة اربع ساعات طول العمر بالاضافة الى الادوية الضرورية و اللازمة التى يستمر عليها مرضى الغسيل الكلوي طول العمر و منها ادوية مرتفعة الثمن جدا مثل حقن الحديد تحت الجلد و الادوية التي تخفض الفسفور و تخفض البوتاسيوم في الدم و غيرها من التحاليل الدورية و المتابعة الطبية الدائمة .

و هناك دورة ورقية روتينية يمكن لوزيرة الصحة ان تنهيها مع التأمين الصحي بمنتهى البساطة و سوف اشرح لكم رحلة المريض في تجديد خطاب الغسيل الكلوي التابع للتأمين الصحي فالمريض الذي يخضع للتامين الصحي يحضر من جهة عمله خطاب تحويل الى الطبيب الممارس في جهة عمله و بعدها يحصل على تحويل من الطبيب الممارس الى عيادة التامين الصحي التابع لها ثم يقف في طابور كبير بالعيادة امام شباك الارشيف او التسجيل حتى يتمكن من تسجيل تحويله ليتوجه الى عيادة امراض الكلى ثم يتوجه الى العيادة ليحصل من الطبيب على موافقة بتجديد خطاب الغسيل الكلوي الى الجهة المحول لها ثم يتوجه االى الاخصائي الاجتماعي ليحصل منه على خطاب رسمي موجه لمكان الغسي الكلوي الذي يتبعه و هنا تنتهي رحلة تجديد خطاب الغسيل الكلوي لمدة ثلاث شهور ثم يعيد المريض نفس الرحلة الروتينية ليجدد الخطاب مرة اخرى و هكذا حتى نهاية العمر لان مرضى الفشل الكلوي الذين يعيشون على الاستصفاء الدموي او الغسيل الكلوي لن يجد لديهم جديد و سيستمرون في هذه الرحلة طول العمر .

لذا يمكن لمعالي وزيرة الصحة ان تخفف من المعاناة الروتينية لهؤلاء المرضى بأن يتوجة المريض مباشرة لمكتب الاخصائي الاجتماعي بالعبادة التابع لها ليجدد الخطاب دون الاحتياج الى كل هذا الروتين و يمكن ان تعدل في مدة خطاب الغسيل الكلوي ليكون سنويا مثل خطابات الغسيل الكلوي التابعة لقرارات العلاج على نفقة الدولة فهي تصدر لمدة عام لمرضى الغسيل الكلوي .

كما ان التأمين الصحي لا يدفع كامل قيمة جلسة الغسيل الكلوي للمريض الذي يحول للغسيل في اى مركز غسيل كلوي خارجي و انما يدفع التامين الصحي جزء و يتحمل المريض على نفقته الخاصة باقي ثمن الجلسة ليدفع فرق جلسات لمركز الغسيل الكلوي الذي يتعامل معه و طبعا هذه القيمة تختلف وفقا لاختلاف مراكز الغسيل الكلوي .

يجب ان يكون لدينا وعي مجتمعي بمرضى الغسيل الكلوي لينهض بهم المجتمع المدني و ينشأ مراكز غسيل كلوي على اعلى مستوى في كل قرية و كل نجع و كل حي في مصر لنسهم في تخفيف  معاناتهم الدائمة التي تستمر معهم طول العمر و على المجتمع المدني ايضا ان يسهم بشكل فعال في توفير الادوية الشهرية التي يحتاج اليها المريض و التى تتكلف آلاف الجنيهات شهريا و عليه ايضا  ان يسهم في وجود وسائل تنقلات خاصة تابعة لمراكز الغسيل الكلوي لنقل المرضى من منازلهم الى وحدة الغسيل و العكس لان تكلفة الانتقال تكون كبيرة ثلاث ايام اسبوعيا طول العمر .

كما ان مريض الغسيل الكلوي يحتاج الى مرافق دائم معه لرعايته و معاونته خلال هذه الرحلة و لكن المشكلة تكون كبيرة جدا اذا كان المرافق للمريض موظف حكومي لماذا ؟ لان التامين الصحي يمنح اجازة بأجر للمرافق لمريض بمرض معدي فقط و هنا نحتاج الى تدخل معالي وزيرة الصحة لتضيف فقرة مهمة لتشمل الموظف الحكومي المرافق لمريض الغسيل الكلوي و يكون من اقارب الدرجة الاولى لتمنحه اجازة باجر ليتمكن من معاونة هذا المريض الذي لاحول له ولا قوة .

كما يحتاج مرضى الغسيل الكلوي ايضا الى قرار من وزيرة التضامن الاجتماعي ليكونوا ضمن الفئات الاولى بالرعاية و يحصلوا على كارت الخدمات المتكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة لان مفهوم الاحتياجات الخاصة لا يقتصر على الاعاقة و انما ينطبق على المجموعات المجتمعية التي يكون لها احتياجات خاصة لتتمكن من تلبية احتياجاتها الاساسية .

نحتاج الى ان نعيد النظر بحق تجاة مرضى الغسيل الكلوي ولا نتجه فقط الى الامراض التي يجبرنا الاعلام و اعلاناته المدفوعة الاجر الى التوجه لمرض معين و انما علينا ان ننظر بنظرة شاملة و موضوعية الى مساعدة المرضى على اختلاف امراضهم و نضع الاولويات و الخطط وفقا للاحتياجات.

يحتم علينا الواجب و الانسانية الى ان تكون قلوبنا أكثر رحمة بمن هم في اشد الاحتياج الى المساعدة و العون من المرضى و خاصة مرضى الغسيل الكلوي حتى نقدم لهذا الوطن عمل انساني عظيم نفتخر به في الدنيا و نؤجر علية في الآخرة

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©