رئيس التحريرأميرة عبدالله

مجرد حكاية ملحة

مجرد حكاية ملحة

بقلم: دكتورة اميمة منير جادو

كلما تذكرت حكاية تلك البنت أم شهادة متوسطة ..ومستوى اقتصادي دونه ..وجمال ع الأد..لكن طيبة القلب والحنية من غير حدود..تزوجت ممن تحب..وقريب ..واهل ونسب..وانجبت ثلاثة اطفال زي الفل..زوجها نعرفه من سمعته بين الناس ، حرفي ودخله معقول..وهي عملت مشروع..وكبرت المشروع وربنا وسع عليهم..بعد حوالي عشر سنوات تزيد او تقل فاجأت اهلها والمجتمع وكل الناس : عاوزة اطلق عاوزة اطلق..ومصممة..تدخل الكثير..باءت كل محاولات الصلح بالفشل..سمعت من احد المقربين الذين تدخلوا باقي الحكايةرفضت تنصاع لابيها ولامها : ولا ستين عيل بيني وبينه هيقفوا بين قراري…وعيشي معاه انقطع لحد كده..واعلنت اسبابا تتعلق بالبخل ولم اسمع غير ذلكقال الراوي : في الفترة الاخيرة تعبت معاه- كلنا تعبانين وعندنا مشاكل…بس طلاق وثلاث عيال وبلد ريفي وجوزها ماشوفناش منه غير كل خير..الواد طيب وابن حلال..ونسب بينهم تاني ..كان الموضوع قاسيا…بطبيعتي لم أتعود اصدار احكام ..انا آخر من يصدر احكاما على الناس لسبب المظاهر..فكل البيوت مغلقة على اسرارها..وانا اول من يلتمس الاعذار..انا مصيبة في تفكيري بتبرئة المتهمين حتى تثبت إدانتهم وارجع ثاني للظروف..ماحدش سيء بطبعه..هي وراثة وبيئة ..عوامل بتشكل الشخصية. كنت اسمع فقط من بعيد لبعيد بس هي اصلا متجوزة عن حب..ويا ما سمعنا عن حبهما..المهم الست الصغيرة في الثلاثينات تقريبا مصممة ع الطلاق..وزوجها حزين حزن الدنيا وحاول كثير يقدم اي طلبات لها..قال الراوي : هي تعرفت على رجل ثري واخلاق وابن اصول وعز وجاه…وهو حبها وهي حبته…وقالت : لو لم اطلق يبقى حاجة من ثلاثة هتحصل.

1- اما انحرف وامشي في الحرام لأني بحب الراجل ده وهو من حسسني بالحنان والامان ولم اعد احب زوجي ولن اعاشره بعد ذلك واكون ظلمته وظلمت نفسي.

٢- وإما عشان العيال ..فالعيال كده كده هتتربى ..ومش هيسعدوني اما يكبروا..واخدهم معايا وده شرطي ويتربوا في حضني وحضنه وهو متكفل بيهم زي ابوهم..وبكرة يتجوزوا زي ما بنشوف ومش هيرجعوا لي عمري اللي راح.

٣- وإما هاموت انتحار بطيء وتحصل لي حاجة نفسية نتيجة الحرمان…ودي مش عيشة ..ومش هاعيش اي عيشة والسلام .عشان ارضي اهلي والمجتمع والناس والبنت الفلاحة الصغيرة ام دبلوم صممت تصميما غير قابل للنقاش، ووقف معها شاب م العيلة دعمها وقعد مع العريس الجديد..ولم يعقد القران الا بعد ان كتب لها سيارة وشقة وذهب ورصيد في البنك باسمها واسم اولادها..نظير تضحيتها لأجله..وكمان شالها لها جميلة فوق راسه قال الراوي..كنت معاهم لحظة بلحظة واياكي تصدقي اي كلمة مما تقال عنها او عنهما..هو حبها وهي حبته غصبن عنهم..ولو عاوزة تمشي في الحرام ماكانش ده حصل …الظروف جمعتهما وهي رافضة تعيش في حرام ..قالت العيشة الغصب حرام ..ومش م الدين ولا الاسلام …وتنازلت عن كل حقوقها حتى يتم الطلاق.العريس الجديد كان متوسط العمر مش راجل كبير كي لا نقول خد واحدة اد عياله..وكان زوجا..وعنده اولاد..وبيخاف ربنا ومالوش في الحرام.راحت الشقة الجديدة غرفة لكل ابن ..عيشة هنية بالحب..هادئة ..واستمر الزواج للآن ..نسمع عنهما كل خير..تشكر في معاملته واخلاقه من هنا للسما وتعلن فرحتها لطوب الارض..انتهت لهنا القصة .أنا لا أؤيد ولا أدين…ولكن يبقى السؤال داخلي انا : كيف استطاعت فلاحة بدبلوم ان تقرر حياتها وفقما تريد هي وسعادتها واختارت صح..وباعت عشرة كما يقال..ولا تستطيع بعض اساتذة الجامعات ممن يفوقونها علما ومركزا وخبرة وجمالا ووضعا …أن تصل إحداهن لهذا القرار….وتظل معلقة في مشنقة الحرمان …او مراودات النفس مما حبانا به الله واودعه فينا من قلوب تنبض وارواح تهفو واجساد تئن..هذا هو السؤال …اللي محيرني ..الذي لا اجد له اجابة ……؟؟!!!

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©