رئيس التحريرأميرة عبدالله

لمن يهمه الأمر….!!

لمن يهمه الأمر….!!

 

بقلم :صبرين حسن

عندما نتحدث عن أسوء الصفات البشرية تأتي ( الأنانية ) في مرتبة عالية ..

والأنانية ليست فقط الميل لمنح الأولوية لرغبات الإنسان ومتطلباته فوق إحتياجات ومتطلبات الآخرين ..أو رغبته في أن يأخذ كل شئ لنفسه سواء كان ذلك علي الجانب المادي أو المعنوي ..

بل هو أيضا عدم الإكتراث بمن حوله وعدم مراعاة مشاعرهم دون التفكير في إنعكاسات ذلك عليهم ..فالإناني شخص لا يبالي علي الإطلاق ، يأخذ ولا يعطي .. دائم التذكير بحقوقه في طيات نفسه ليحط من حقوق الطرف الآخر التي هي واجباته ليتنصل من المسئولية .. بل ويتطور الأمر ليصبح سلوك مرضي .

يشعر وكأنه لا مثيل له ، فيضع نفسه في غير موضعها ويصاب بالغرور ، ويقنع نفسه بأنه يستحق الأفضل في كل الأشياء وأعظمها ، ويظل متطلع غير قانع .. لا يعترف بعيوبه رافضا لفكرة النقص البشري في ذاته أو إنه يخطئ .. ومهما تعددت خساراته وفشله لا يقبل التوجيه أو النصح.

التعامل معه ليس بالأمر اليسير ويحتاج للكثير من الصبر .. فهو متعب لمن حوله ، مرهق ومؤذي نفسيا للمقربين له .. يستنزفهم ويستهلكهم كليا .

 

ولكن من يتحمل حياة يشاركه فيها شخص يعيش فقط لإرضاء نفسه وأهوائه ونزواته ورغباته ..

شخص متطلع حد الكمال ، متطلب لكل شئ منك وكأنك فانوسه السحري ، وفي المقابل أقل القليل من حقوقك هو قمة الرفاهية بالنسبة له ..ولما الدهشة ؟ فكيف يشعر مثل هذا ؟!

وقد تغلب عليه حب ( الأنا ) فضيق عليه قلبه

فأصبح جشع ، جاف المشاعر ، فاقد الأحاسيس ..

حصر روحه في نفسه وحرمها من أن تسبح في عالم الإنسانية والحب الحقيقي .. حرمها من أن تستشعر سعادة المنح والعطاء ونشوة الإيثار

التي لا يستوعبها بخلاء المشاعر .

 

وللأسف لا يوجد علاج خارجي لهذا السلوك المرضي.. العلاج الوحيد هو فهم النفس ومصارحتها والإعتراف بمرض الأنانية والرغبة في الشفاء منه .. ولحظة صدق لتقييم الأفعال والتصرفات والمشاعر المتطرفة لتظهر الصورة واضحة جليه كما يراها الآخرون .

والبدء في تحويل كل ما هو سلبي لإيجابي وتصحيح المسار .. لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، وللحفاظ علي من تبقي بجانبهم .. قبل أن ينفذ صبرهم أو ينفذ رصيد المحبة بقلوبهم .

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©