رئيس التحريرأميرة عبدالله

فريضةومنافع الحج .. يؤكدها الداعية الإسلامي فضيلة الدكتور محمد عبدالكريم كاسب

فريضةومنافع الحج .. يؤكدها الداعية الإسلامي فضيلة الدكتور محمد عبدالكريم كاسب

كتب : د/ عبدالله المصرى
يقول الحق ( تبارك وتعالي ) :” إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين “( آل عمران ٩٦ ، ٩٧ ) فقد منح الله ( عز وجل ) الأمة الإسلامية الكثير والكثير من المنن والآلاء التي لا تعد ولا تحصى في المواسم الدينية التي ينجلي فيها علي عباده المؤمنين بالفضل والمغفرة ومن هذه المواسم العشر الأوائل من ذى الحجة لقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) :” ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلي الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ” .

وحول هذه المناسبة والشعيرة الدينية وهي فريضة الحج ومنافعها كان لنا هذا الحوار مع فضيلة الدكتور محمد عبدالكريم كاسب الأستاذ المساعد بقسم التفسير بكلية أصول الدين  جامعة الأزهر الشريف. 

يتحدث في البداية الدكتور محمد عبدالكريم عن فريضة الحج قائلا : الحج ركن من أركان الإسلام الخمس ، وهو فريضة لمن استطاع إليه سبيلا لقوله تعالي :” ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا “( آل عمران ٩٧) ، و الإستطاعة هنا هي القدرة علي الزاد وتكاليف الرحلة والطريق المأمونة ، و من آتاه الله المال والصحة ولم يحج الي بيت الله الحرام ومات فقد أضاع ركنا من أركان الإسلام ، وإيمانه عندئذ يكون ناقصا ،وقال الإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) :” من ملك زادا وراحلة تبلغه بيت الله الحرام ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا ” .

وأضاف قائلا : فالحج من أفضل القربات والأعمال إلي الله ، وثوابه عظيم لقول الرسول( صلى الله عليه وسلم ) :” من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ” ويقول أيضا ( صلى الله عليه وسلم ) :” العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ” ،كما أن الحج جهاد المرأة فعن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ فقال:” لكن أفضل الجهاد حج مبرور ” .

وعن المنافع التي يحققها الحج للحجيج يقول فضيلته : الحج من العبادات التي يتحقق بها للفرد والجماعة منافع كثيرة متي إلتزم الحاج في أدائه للمناسك بآدابه وأخلاقياته ومن هذه المنافع التي تتحقق أمور ثلاثة وهي : المعاينة المثيرة لوجدان  الحجيج حين يواجهون بيت الله الحرام الذى تشوقوا للطواف حوله وتمنوا مشاهدته.

ويعود علي الحاج أيضا أن يقضي فترة طويلة في رحاب ذكر الله والتلبية،  والتجرد من مباهج الحياة وشواغلها ومشاكلها ، وهذا أعظم ما يقدمه لمصيره الآجل وحياته الآخروية قربة لله ( عز وجل ) ، كما أن فريضة الحج تجربة تربوية قد لا يتعرض الحاج لمثلها في حياته كما جاء في قوله تعالي :" فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج "( البقرة ١٩٧) .

وفي الحج يلتقي ممثلون عن أمة الإسلام من كل مكان في العالم حيث يجتمعون في مكان واحد وزمان واحد متجهين الي رب واحد بقلوب نقية ومشاعر تقية نحو هدف واحد وهو ابتغاء رحمة ربهم رب البيت العتيق وهو بمثابة مؤتمر كبير ملبين في نداء واحد ” لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ” فلا يبغون سوى رحمة ربهم ومغفرته وأن يعودوا كما ولدتهم أمهاتهم بلا ذنوب أوآثام أوسيئات ، طالبين العفو من الله ( عز وجل ) الذى يقول :” ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات “( الحج ٢٨)

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©