رئيس التحريرأميرة عبدالله

غربة إمرأة

غربة إمرأة

بقلم : وسام عادل حسن الأمين العام للجنة النقابية بشركة الصعيد للنقل والسياحة

قوية هي من تحملت أن يمر عليها ليل غير ليل وطنها…. تشرق عليها شمس هي ليست شمس بلدها… تهب عليها نسمات هي ليست كهواء وطنها…قوية هي تلك التي تغربت في اول شبابها و تركت أهلها، أصحابها، وطنها…. التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها أمام حياة جديدة وناس غريبة و عادات و تقاليد مختلفة .. تحاول التعايش والتأقلم والإندماج معهم..قوية من مرضت وتعبت وحدها و تذهب للطبيب فتجد الجميع مع أمهاتهن يخففن عنهن فتحزن في نفسها لانها حتى لا تستطيع ان تخبر والدتها انها مريضة خِشيةً عليها من القلق… قوية هي من حملت تسعة أشهر بكل مافيهم من معاناة وتعب وفاجئتها آلام المخاض وحدها دون خبرة منها لا أم ولا أخت بجانبها..قوية من إذا انجرحت سكتت وتحملت.. التي أنهارت مرات عديدة ولكنها عادت للوقوف على قدميها من جديد أكثر صلابة…قوية تلك التي ربت أبنائها وحدها 24/24 ساعة تتمنى لو يوم واحد فقط تضع صغارها عند أمها او اختها لترتاح قليلا ولكن لا مفر…. قوية تلك التي شهدت أفراح وأحزان عائلتها من وراء شاشة الموبايل او اللاب توب فقط…قوية تلك المرأة الحديدية التي مطلوب منها أن تكون صلبة ولا تشتكي و في بعض الأحيان تكون هي الرجل و المرأة معاً.

قويه تلك التي كانت تتميز باجتماعيتها وحبها للبشر وصداقاتها وفجأة تجد أبسط أحلامها أن تسمع طرق بابها لتجد أحد احبتها… تلك التي تحضر تجمعات ومناسبات عائلية لأصدقائها و تحبس الدموع في عينيها كونها الغريبة وسطهم…. تلك التي تضحك وبداخلها الف وجع… قوية تلك التي تتأمل وجه احبائها عند لحظة سفرها حتى تشبع عيونها منهم…. التي تعيش في خوفٍ دائم من فقدان أحد أحبتها دون أن تراه…. خوفا من ان يرن هاتفها وتسمع خبر يفجعُها.. قوية تلك التي تتظاهر بالقوة و الخشونة دائما…التي تشجعك وترفع معنوياتك رغم أنها من داخلها أضعف البشر…قوية تلك المتفائلة والمكافحه رغم كل الظروف تحية لكل مغتربة عانت وحدها مرارة الغربه..تبقى الغربه صعبة مهما كنت تتمتع فيها بالرفاهيه فلا شيء يساوي وجودك بوطنك..الوطن ليس فقط مكان تعيش فيه بل هو روح تعيش بها.

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©