بقلم سوزان البربري

إعلامية وباحثة في العلوم السياسية

انتشرت فى الآونه الأخيره منذ مايزيد عن عشرة اعوام مايسمى بالجمعيات الاهلية الخيرية انتشار غير مسبوق مع زيادة عدد الفقراء وزيادة عدد الاموال التى تضخ لهذه الجمعيات فى ملاحظه غريبة لعدم تقلص نسبة الفقر أو الانتهاء من مشكلة الفقر رغم أن عدد المتبرعين بالاموال والمواد العينيه كفيل بالقضاء على ظاهرة الفقر .
إلا أن أغلب الجمعيات الخيرية لها رؤيه تختلف عن هذا الهدف السامي المعلن .
حتى بعض البرامج التى تدعوا للتبرعات
وهى فى المقام الاول كسب مشروع لأعضائها عن طريق رخصه والعاملين عليها .
قال تعالى
(( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ))

شرح ذلك إنما الصدقات تذهب
{ للفقراء ﴾ وهم المُتعفِّفون عن السُّؤال
﴿ والمساكين ﴾ الذين يسألون ويطوفون على النَّاس
﴿ والعاملين عليها ﴾ السُّعاة لجباية الصَّدَقة
﴿ والمؤلفة قلوبهم ﴾ كانوا قوماً من أشراف العرب استألفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليردُّوا عنه قومهم ويُعينوه على عدوِّه
﴿ وفي الرقاب ﴾ المكاتبين اى العبيد والخدم حالياً
﴿ والغارمين ﴾ أهل الدِّيْن
﴿ وفي سبيل الله ﴾ الغزاة والمرابطون
﴿ وابن السبيل ﴾ المنقطع في سفره
﴿ فريضة من الله ﴾ افترضها الله على الأغنياء في أموالهم.
فمن الطبيعى ان تقسم حصص الصدقات الى الانصاب التاليه فى كل جمعيه خيريه حسب
شرع الله الى ثمانيه انصاب نصيب كل جزء ثمن
والمكاسب التى تؤل الى الجمعيات تكمن فى هذا التقسيم
١_ الفقراء ثمن
٢_ المساكين ثمن
٣_ العاملين عليها ثمن ….فى يد الجمعيات
٤_ المؤلفه قلوبهم ثمن ….فى يد الجمعيات
٥_ فى الرقاب ثمن …فى يد الجمعيات
٦_ الغارمين ثمن …ونلاحظ هنا ان الحكومه اخيراً والشرطه والجيش تكفلوا بكل الغارمين فأين حصتهم فى الجمعيات الخيرية ؟
٧_ فى سبيل الله ثمن … هنا قد تذهب الى يد الجمعيات أو تمويل الارهاب وهى نقطه خطيره جدا لهذا يجب معرفه وجهة هذه الحصه والرقابه الصارمه عليها من قبل الدوله على كل الجمعيات ومعرفة اين تذهب هذه الحصه .
ولى رأي فى هذا انها لابد أن تؤول للدوله والجيش الرسمي للبلاد حصه فى سبيل الله .
٨_ وابن السبيل ثمن …اغلبها فى يد الجمعيات
فلم نشاهد جمعيات تفتح ابوابها للمبيت للغرباء مجانا او حتى يكون لها دار تأؤي فيه المغتربات مجانا الا نادرا

بهذا تكون اغلب الصدقات واموال التبرعات ينال الفقراء والمساكين والغارمين حصصهم التى تشكل ثلاثه اثمان فقط
اما العاملين عليها ثمن ثابت يتم اقتطاعه من اموال التبرعات كذلك المؤلفه قلوبهم وفى الرقاب وفى سبيل الله وابن السبيل يعنى خمس المبالغ التى يتصدق بها الناس تذهب فى جيوب الجمعيات الخيريه .
اما إن كان لها نشاط خارجى تذهب اربعة اثمان فقط او ثلاثه الى جيوب اصحاب الجمعيات الخيريه بحد اقصى وذلك لعدم وجود حصه للمؤلفه قلوبهم او حصة فى الرقاب وحصه فى سبيل الله لو لم يكن لها نشاط ارهابي ،وابن السبيل فليس هناك من جمعيه أوت المسافرين مجاناً او ساعدتهم .
هكذا تعمل اغلب الجمعيات الخيريه الغير متخصصه .
لهذا نستغرب كثرتها بشكل غير مسبوق
عوضاً عن فلسفة عملها فى الاستمرار بالتبرعات سواء مواد غذائيه أو اموال دون اللجوء الى إتخاذ حل جذرى للقضاء على الفقر تماما وإنما فى صالحها وجود الفقر واستمرار حالة العوز ضمانه لاستمرارها وضمانه للربح واستثمار الصدقات لحساباتها من قبل المتبرعين لأوجه الخير.
لو كانت هذه الجمعيات راغبه فى فعل الخير فعلا والقضاء على الفقر لاخذت التدابير الاتيه .
١_ إنشاء مجلس تابع لكل محافظه يشرف وينظم اعمال جميع الجمعيات الخيريه
٢توحيد قوائم الفقراء والمحتاجين على مستوى المحافظه وتقسيمها على الجمعيات حسب مقدرتها الماليه . ٣اتباع منهج القضاء على الفقر بعمل مشروع جاد انتاجى يضم هؤلاء بعد تدريبهم وتتكفل الجمعيات بانشاء المشاريع ومتابعتهم .
٤التنسيق الكامل بين كافه الجمعيات فى المحافظه للتخلص من الفقر والعوز ومساعده المحتاجين بشكل افضل ٥ اشراف البنوك الكامل على الجمعيات الخيريه وتوزيع الحصص الشرعيه من المنبع (المتبرعين )
والزام الجميعات بهذا ضمانه للشفافيه ولاتمام هذفها السامي
ويقوم البنك بتوزيع حصه كل جمعيه من المنبع
١توزيع حصه الفقراء والمساكين والغارمين للجمعيات ٢توزيع عادل لحصه والعاملين عليها لكل ابناء الجميعه
٣استقطاع حصه المؤلفه قلوبهم للدولة لمساعدة الدول الفقيره ٤استقطاع حصه فى الرقاب لهيئه التضامن الاجتماعى لعمل معاش للخدم والفئات المهمشه التى لامعاش لها
٥استقطاع حصه فى سبيل الله للجيش لاقامه مدارس ومستشفيات عسكريه ٦استقطاع حصه ابن السبيل لاقامه فنادق مجانيه للمغتربين فى كل محافظه
بهذا يتم ربط كل الجمعيات بعضها ببعض والتنسيق فيما بينها تحت إشراف الدولة وبعمل قائمه موحده لكل الفقراء والمساكين والغارمين .
وعدم السماح بعبثية التصرف والاهواء والحفاظ على اموال المتبرعين من النصب والاحتيال والاستغلال السيء لها .
وضمانه لعمل الجميعات بنزاهه فى حل المشكلات التى انشأت من اجلها تحت عين وبصر الدولة .