رئيس التحريرأميرة عبدالله

صفقة إس ـــ 400.. عواقب وخيمة

صفقة إس ـــ 400.. عواقب وخيمة

بقلم: تامر ابراهيم المحلل السياسي والخبير الامني والعسكري

أثارت صفقة منظومة إس-400 الدفاعية الروسية، التي أبرمتها تركيا مع روسيا في وقت سابق ومن المقرر أن تتسلمها أنقرة الصيف المقبل على أن تنشرها في أكتوبر، ردود أفعال واسعة، أبرزها الاستنكار الأمريكي المصحوب بتهديدات بفرض عقوبات، وكذا موقف حلف شمال الأطلسي (الناتو) الرافض لشراء تركيا تلك المنظومة، في الوقت الذي تبدي فيه أنقرة تمسكاً بالمضي قدماً في الصفقة، فيما لا تعير روسيا انتباهاً لـ«تعليقات الأطراف الأخرى» وترى أن الأمور تتم بسلاسة.
وأعلن الكونغرس الأمريكي، في وقت سابق، عن أنه بصدد تعليق توريد مقاتلات إف 35 لتركيا بسبب خطط الأخيرة الحصول على إس-400 الروسية. كما هددت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون تركيا بـ«عواقب وخيمة» إذا لم تتخل من جانبها عن شراء إس-400، وذلك بحسب ما نقلته مؤخراً صحيفة «ديفينس نيوز» عن الناطق باسم «بنتاغون» تشارلي سامرز.
وفي فبراير الماضي، وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشروع قانون للإنفاق يمنع تسليم تركيا الجيل الجديد من مقاتلات «إف-35»، وهو المشروع الذي عده محللون رداً على صفقة صواريخ (إس- 400)، بينما حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد حذر تركيا من شراء صواريخ إس-400، وذلك في تصريحات نقلتها شبكة CNN عن قائد القيادة الأوروبية الأمريكية للحلف كريس سكاباروتي، والذي نصح الولايات المتحدة الأمريكية بألا تورد مقاتلات إف 35 لتركيا حال إصرارها على المضي قدماً في صفقة شراء منظومة إس- 400 الدفاعية الروسية، وذلك على أساس أن تلك المنظومة «لا يمكن أن تعمل مع المنظومات الموجودة لدى الحلف ولا في منطقة الدفاع الجوي التابعة له».
بموازاة ذلك تُبدي تركيا من جانبها تمسكاً واسعاً بمنظومة الصواريخ الدفاعية الروسية، وأعلنت مؤخراً عن نشرها في أكتوبر المقبل، حتى إن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد وجه انتقادات لحلفاء بلاده في الناتو بسبب موقفهم، وقال في كلمة له يوم 6 مارس أثناء افتتاح مركز تواصل انتخابي لحزب العدالة والتنمية في ولاية باليكثير غربي تركيا، إن بلاده سعت لسنوات من أجل الحصول على منظومة مماثلة لمنظومة إس-400 من حلفائها، لكن تم وضع عراقيل أمام ذلك، والآن ينزعج هؤلاء الحلفاء من تلك الصفقة، ووجه حديثهم لهم قائلاً: «يجب ألا تدخلوا»، كما أشار إلى أن دولاً من دول الحلف لديها منظمة إس-300.
وبخصوص التهديدات التركية أفاد وصفها الوزير التركي بأنها «غير مقبولة» ومن غير المقبول أن تفرض واشنطن قراراتها على تركيا، فهي دولة مستقلة وتتخذ قرارتها دون إملاء من أحد.
أما روسيا من جانبها، فلا تُعير أية أهمية لتلك التهديدات الأمريكية، وهو ما بدا واضحاً في تصريحات مدير التعاون الدولي بـ«روستك» الروسية الحكومية (التي تصنع منظومة إس-400 الصاروخية) فيكتور كلادوف، الذي قال إن موسكو غير مهتمة بـ«اعتراضات الآخرين». وأمام تلك المواقف، تظل السيناريوهات مفتوحة بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين.

شارك برأيك وأضف تعليق

أحدث التعليقات

    2024 ©