رئيس التحريرأميرة عبدالله

شريف عارف يكتب : “مستوطنات الخيانة” في جسد مصر !

شريف عارف يكتب : “مستوطنات الخيانة” في جسد مصر !

 

لا يجب أن يمر حديث الفريق مهندس/ كامل الوزير وزير النقل والمواصلات قبل أيام، أمام الجلسة العامة لمجلس النواب عن خطة تطوير السكة الحديد، وعن حوادث القطارات عموماً مرور الكرام، ليس لأهمية البيان فحسب ولكن ماتضمنه من عبارات، التي ربما تكون قد وردت لأول مرة على لسان مسئول في الحكومة، مطالباً نواب الشعب بالتدخل لحسمها.
” الوزير” طالب الأجهزة والهيئات المعنية علناً، بالمعاونة في توعية النقابات العمالية لقطاعات وزارة النقل بعدم الإمتثال للعناصر الإثارية، التي تقوم بالتحريض على تعطيل العمل، خاصة وأن هذه العناصر من قيادات النقابات العمالية، كذلك توزيع عدد (162) عامل وفني من السكة الحديد اللذين ثبت أنهم من العناصر المرتبطة بالأنشطة المتطرفة والإثارية إلى وظائف غير حساسة فى باقى وزارات الدولة.
حديث وزير النقل، وضع النقاط فوق الحروف، في الحديث الذي تعمد كل المسئولين عدم التطرق إليه على مدى عقود طويلة، نمت فيها مثل هذه العناصر وترعرعت، بل وجدت أن ” الحشد” والصوت العالي هما الأداتين، التي يمكن من خلالها الضغط والتأثير على الدولة المصرية.
للأسف العميق، فقد نجحت هذه العناصر في تشكيل ” مستوطنات للخيانة” داخل جسد مصر، لا تستهدف صالح الوطن أوتقدمه. وقبل أن يسارع البعض بالحكم، فأنا هنا لا أتحدث عن التنظيمات العمالية ونقاباتها التي لها كل التقدير في السعي نحو حقوق أبنائها، ولكني أتكلم عن ” تسييس” القضايا، وتنفيذ مخططات معادية، ضد الدولة.
تلك القضية، كانت على مدى العقود الثلاثة الماضية هي محور من محاور الصراع مع التنظيمات المتطرفة، التي تتستر تحت رداء حقوق العمال، ومنها تنظيم الإخوان الفاشي، الذي يتحين الفرصة المناسبة، لتحويل دفة القضية إلى الفوضى.
تنظيم الإخوان لم يترك مكاناً في مصر لم يحاول إختراقه من الحكومة إلى المعارضة، وقد نجح التنظيم في الكثير من مخططه، ولولا ثورة المصريين ضد هذه الجماعة الفاشية في 30 يونيو، لكانت آلة ” التمكين” الإخوانية قد سيطرت على كل شيء في مصر.
” العناصر الإيثارية” ليس شرطاً أن تكون من الإخوان، لكن من السهل أن تكون من فئة ” المتعاطفين”، وهي العناصر الأكثر خطراً ، لأنها تخدع الجميع برداء الحياد، بينما هي عناصر تابعة، يتم إقتيادها وفق الهوى الإخواني.
الوصول إلى هدف الجماعة يبرر أي وسيلة مهما كانت، فكوادرها يتفاخرون دوماً بالأفكار غير التقليدية في إشاعة الفوضي والتدمير وقتل الابرياء!
هذه هي القواعد التي أقرها حسن البنا قبل تسعة عقود من الأن، فقد تخصص في زرع ” جواسيسه” داخل مؤسسات الدولة المصريةن وربما ذلك مايبرزه الدكتور محمود عساف مؤسس جهاز معلومات الجماعة في مذكراته.
غالبية الفتاوى الاخوانية في التكفير والانتقام من المجتمع تستند تقريباً إلى أفكار”سيد قطب”، وهي ما أوضحها اللواء فؤاد علام في مؤلفه الأشهر ” الإخوان ..وأنا”، فقد أشار إلى ” السيناريو القطبي” في التدمير خاصة أثناء محاكمة قادة ” تنظيم 65″ ، فقد بدأت المؤامرة – كما يقول علام – في عام 1961 في مستشفى ليمان طره عندما كان ” قطب ” يقضي عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة لمدة 15 عاماً في قضية “1954” نظراً لظروفه الصحية، حيث كان مصاباً بمرض صدري وتم نقله من الليمان إلى المستشفى.
في المستشفى بدأ ” قطب” يكتب رسائله حول فكر التكفير، كل رسالة كانت عبارة عن 20 صفحة يقوم بتدريسها لكل الموجودين معه، وبدأت تنتقل تدريجياً الى المرافقين معه! وفي عام 1965، تم الافراج عن “سيد قطب” ، وأول فكره راودته هي إحياء ” السيناريو القديم ” والتخطيط لمؤامرة قلب نظام الحكم التي كانت قد إكتملت أركانها في مخطط شامل.
توجه “قطب” إلى مصيف رأس البر لقضاء إجازة الصيف بعد سنوات السجن. في إحدى العشش الصغيرة المطلة على البحر تلاقى مع بعض أعضاء الجماعة الذين جاءوا للتشاور معه حول حملة الإعتقالات التي شنها الأمن ضد أعضاء التنظيم الخاص ..
في هذا اليوم على وجه التحديد أصدر قطب فتواه بنسف القناطر الخيرية، وهو ما رأى انه سيحدث شللاً للدولة المصرية عندما تغرق محافظات الدلتا بالكامل، وأن هذه الأرض هي ” أرض كُفر” يجب تطهيرها من الكفرة! ..
هل تنظيم يقرر إغراق الدلتا .. يصعب عليه التخطيط والتنفيذ لحوادث القطارت؟!

sherifaref2020@gmail.com

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©