رئيس التحريرأميرة عبدالله

دقائق بـ “ساعات”

دقائق بـ “ساعات”

بقلم: زينب الجندي استشارى تدريب تنمية موارد بشرية

كنت اجلس في احد البنوك منتظرة ندائى لقضاء معاملتى البنكية وبينما أراقب نداء أرقام العملاء والناس ما بين متحدث في الموبايل ومتابع للفيس بوك شاهدت الجميع منحنى الراس يشاهد الموبايل.. فجأه إنتابنى احساس مخيف وهو وقوفى يوم الحساب لجمع وطرح الاعمال وبدأت اسأل نفسي كيف أستطيع أن أستثمر الوقت الغير مدرج في جدول الأعمال اليومية….؟؟

إن خدمتى البنكية لا تتعدى الخمس دقائق وانا سأنتظر ما يقرب من ساعه وبعد انتظار خمس دقائق من التأمل قررت استخدام موبايلى لاستثمار الوقت واجعل منه عمل نافع يقتدى به كأنى أعطيت محاضرة من ثلاث ساعات وفعلا بدأت في كتابة مقال عن أفكار مقترحة لكيفية استثمار الوقت الذى هو أغلى ما نحاسب عليه وكيفية الإنتفاع به وانتهيت من كتابته على الموبايل بالفعل.

فقد يستثمر شخص آخر وقت انتظاره في قراءة القرآن أو الأذكار أو حتى قراءة الأخبار الإلكترونية ولكنى قررت أن استعيد من جديد حملى كتاب ونوتة ملاحظاتى وقلمى بحقيبتى للاستمتاع بقراءة الكتاب المطبوع فهو لا يمل منى ولا يشعرنى بالملل ويزودنى بمتعة القراءة و التعايش في الموضوع  على عكس الموبايل الذي يفصل شحن أو تمل العين من النظر إليه أو وجع الانامل من مسكه بوضع ثابت أو صداع من إنحناء الرقبة لأسفل الذقن.

وفكرت أيضا في إمكانية عمل تليفونات لصلة الأرحام التى لا يتسع لها وقت في حياتنا اليومية المزدحمة… يا الله كم من حسنات بهذه النيات الطيبة.. أو إتمام تليفونات لتنظيم أو إنجاز عمل معين بنية إتقان العمل والمتابعة له…..يا لها من استثمارات كبيرة أهديت إلينا بدون الترتيب لها ثم استخرجت جريدتى الأسبوعية المفضلة من حقيبتى واستكملت قراءة موضوعاتها فطلب منى احد المنتظرين مشاركتى فى الجريده على الفور أعطيته موضوع استكملت قراءته وسعد بالجريدة جدا لأنه كان يجهل أنها لازالت تصدر وبدأت أشعر أن غضبه من الانتظار قد ذاب واندمج في الموضوع فأعطييته الجريدة هدية له فشكرنى ورحبت به ثم قضيت مصلحتى وغادرت المكان وفكرت فى شئ مهم آخر وهو أن الكتب والصحف المطبوعة أبدا لن تندثر كما يروج البعض لأنها تهتم بصحة المصادر للمعلومات ومتعة تفاصيل القراءة والإعداد الجيد لموضوعات مختلفة فى وقت واحد وفى مجلد واحد أو جريدة واحدة.

قال تعالى:”إقرأ وربك الأكرم اللذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.” صدق الله العظيم

فكلا منا يستطيع أن يجعل من دقائق الفراغ ساعات مستثمرة نافعة في الدنيا والآخرة فهيا نحسن استخدام أوقاتنا قبل الندم على ما فاتنا.

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©