رئيس التحريرأميرة عبدالله

حكايات من زمن فات…..اول اتحاد لنقابات العمال بعد ثورة يوليو 1952

حكايات من زمن فات…..اول  اتحاد  لنقابات العمال بعد ثورة يوليو 1952

يقدمها لنا :القيادي العمالي صلاح الانصاري

أول  اتحاد  لنقابات العمال  بعد ثورة يوليو 1952.

كان من المقرر الاعلان عن  قيام الاتحاد العام لنقابات عمال مصر فى السابع والعشرين  من يناير 1952 ؛ الا ان حريق القاهرة فى 26 يناير حال دون ذلك؛منذ يوليو 1952 توالت احداث كبيرة ؛ فكان اعدام خميس والبقرى اثر  اضراب عمال كفر الدوار فى 28 اغسطس 1952 وسنفرد لهذا الحدث لاحقا ؛ وايضا جاءت ازمة مارس 1954 والتى تناولنها فى جانبها النقابى ؛ ثم  العدوان الثلاثى على مصر فى 1956؛ كل هذه الاحداث ساهمت فى تأجيل قيام الاتحاد العام .

اعلن قيام الاتحاد العام المصرى للعمال فى 30 يناير 1957 وكان عدد النقابات ولاتحادات المؤسسة للاتحاد العام  وكان عدد النقابات والاتحادات المؤسسة للاتحاد هى سبعةعشر اتحادا ونقابة . وكان اول رئيس للاتحاد هو محمد عبد اللطيف سلامة –   الشهير بأنور سلامة من قيادات اتحاد نقابات البترول والكيماويات ؛ لماذا انور سلامة وليس احمد فهيم قائد اتحاد نقابات الغزل والنسيج بجمهورية مصر العربية والمعروف تاريخيا ان ريادة الحركة العمالية كانت لعمال  الغزل والنسيج وعمال النقل بحكم قدم الصناعة ونضالية القطاعين ؛ ومن حيث العدد يبين ” عبد المنعم الغزالى الجبيلى فى كتابه 75 من تاريخ الحركة النقابية المصرية ص247″ ان عضوية اتحاد نقابات الغزل والنسيج كان وقتها 73698 وان اتحاد نقابات البترول والكيماويات 17079 والفارق كبير لصالح الغزل والنسيج ؟! وشغل أحمد فهيم عبد المعطى  نائبا للرئيس وصاوى احمد صاوى وكيلا والنقابى البارز وومهندس اضراب عمال النقل فى مارس 1954 عضوا؟! ايه الحكاية؟

يقول عبد المنعم الغزالى ” نفس المصدر فى ص 249″ … وما نود ان نؤكد عليه هو أنه لم يكن هناك مؤتمر تأسيسى ؛ انتخب أعضاؤه من قبل مؤتمرات( جمعيات عمومية) للاتحادات المهنية أو النقابات ؛ انما كان الاجتماع متفق عليه بين الفرق المختلفة ؛فريق انور سلامة وفريق العقيلى ؛ وكان العقيلى يسمى انور بفريق السلطة؛لقد كان اختيار أعضاء الاجتماع معبرا عن توازن  بين القوى المتصارعة داخل الحركة النقابية العمالية فى ذلك الوقت؛ ولكنه كان توازنا ما يزال لصالح الأمن والبيروقراطية… 

ويتناول جمال البنا فى “كتابه الحركة النقابية عبر مائة عام حول انور سلامة والبترول والكيماويات فى ص 371″ .. ولعل ضيق الافق هو الذى اضطر اليوزباشى حجازى للاغتراف من المجال الوحيد الذى اتيح له حينذاك هو مجال نقابات البترول والكيماويات رغم ما عرف عن هذه النقابات من اتجاهات يمينية وأخوانية ويشير جمال البنا فى الهامش ” كان انور سلامة عضوا فى الهيئة التأسيسية للاخوان المسلمين ؛ وكان اسعد راجح لفترة ما عضوا بمكتب الارشاد للاخوان المسلمين ؛ على ان الاستاذ امين عز الدين هو الذى ساعد اسعد راجح على تكوين نقابة مستخدمىى شركة الكيماويات فى احدى االجلسات  بمقهى استرا بميدان التحرير بالقاهرة – مكانها الان هارديز- وفى حوار اجره الصحفى العمالى عزت سامى مع انور سسلامة والمنشور فى مجلة العمل يوم 1 فبراير 1982 تحت عنوان ” الثوررة تتخوف من العمال ” .

س – نعود  الى اعلان تأسيس الاتحاد العام  فى يناير 1957. اننى اذكر ان المؤتمر التاسيسى للاتحاد والذى عقد فى قاعة الغرفة التجارية بالقاهرة – بباب اللوق- لم يتضمن ترشيحات ولا انتخابات لمجلس الاتحاد او رئاسته … وانما انتهى الى اعلان قائمة التشكيل .. فبماذا تفسر ذلك ؟

ج – صحيح.. لقد توصلنا الى اخذ موافقة مجلس قيادة الثورة على اقامة الاتحاد العام .. رغم تخوفه الشديد من ذلك – وباختصار لقد ظل هذا التخوف قائما – وطالبونا – قبل المؤتمر – بأسماء اختاروا منها رئيس واعضاء التشكيل .. وحددوهم بالاسم .. بل ان ذلك استمر لعدة دورات متتالية .. قيادات الاتحاد تأتى بالاختيار الاقرب الى التعيين .. بدلا من الانتخاب وهذا يؤلمنا فى الواقع.

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©