رئيس التحريرأميرة عبدالله

بناء الشخصية المصرية في مواجهة تحديات المستقبل 

بناء الشخصية المصرية في مواجهة تحديات المستقبل 

 

بقلم دكتور يحيى هاشم أمين التنمية البشرية حزب حماة الوطن 

 

تغيرت و تنوعت آليات هدم و تفكيك المجتمعات و تطورت بشكل سريع يتماشى مع إيقاع الزمن الحديث الذي نعيش فيه الآن و يسيطر علية التكنولوجيا و الفضاء السيبراني بشكل يفوق كل التوقعات و من هنا كان علينا أن نتسلح بأسلحة تستطيع أن تواجه هذه الآليات الجديدة لهدم و تفكيك المجتمعات و يأتي في مقدمتها الإهتمام ببناء الشخصية المصرية على ركائز ثابته تستطيع أن تخلق مواطن مصري قادر على مواجه تحديات المستقبل و التغلب عليها لأن البشر هم كنز أي دولة على وجه الأرض و هم أكبر و أخطر عنصر قوة يمكن الإستثمار فيه من أجل صناعة المستقبل .

لذا نشهد إهتماما كبيرا من القيادة السياسية برعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في بناء شخصية المواطن المصري و الإهتمام بالإستثمار في البشر و تحقيق التنمية البشرية المستدامة لكل مواطن على أرض مصر و ذلك من خلال حزمة برامج تنموية متنوعة و مبادرات رئاسية إنسانية ستغير شكل حياة المصريين بشكل كبير خلال خطواتنا نحو المستقبل .

و هنا يأتي دورنا كمتخصصين في علم الإجتماع و خبراء في كيفية مواجهة آليات هدم و تفكيك المجتمعات و كأحزاب سياسية  ايضا  في زيادة وعي المجتمع و كافة الأجهزة التي تعمل على بناء شخصية المواطن المصري بعناصر هامة  يجب أن نعمل عليها جميعا لنحافظ على هويتنا و بصمتنا التي تميزنا بين الأمم و تمكنا من مواجهة تحديات المستقبل .

فنحن نحتاج الى خلق مواطن يجري في عروقه الولاء و الإنتماء و حب هذا الوطن على مختلف المراحل العمرية من خلال العديد من البرامج التثقيفية و التعليمية و الأنشطة المجتمعية حتى نحقق بناء أجيال متواصلة تعرف حقا معنى كلمة وطن .

كما ينبغي علينا أن نعمل على زيادة وعي المجتمع بمواجهة خطاب الكراهية و العنف و نتعلم كيف نتقبل الآخر و نتفهم معنى الرأي و الرأي المضاد و يكون لدينا ثقافة النقد البنّاء التي تعالج و تبني و لا تهدم و تدمر فهذه النفطة في غاية الأهمية لأن من يريدون هدم و تفكيك المجتمع يعملون بقوة عبر كل وسائل الإتصال و التواصل على نشر ثقافة خطاب الكراهية و العنف الذي يجب أن نتصدى له بكل حسم و بكل حزم مبني على أساس علمي لكي ننجح في مواجهته .

و من الخصائص المميزة للشخصية المصرية و التي يجب أن نحافظ عليها و نسلمها من جيل إلى جيل هي وحدتنا الوطنية و روح المواطنة التي نتميز بها فهناك معادلة أساسية من وجهة نظري الشخصية يجب أن نؤمن بها جميعا مفادها أن مسلم و مسيحي يساوي مصر فهذه المعادلة هي صمام الأمان و الوحدة و الإستقرار و القوة في هذا الوطن لذلك نجد أعداء الوطن ممن يجيدون إستخدام آليات هدم و تفكيك المجتمعات يركزون على هذه الجزئية التي تمثل أمامهم عائقا كبيرا أمامهم لن يستطيعوا أن يتخطوه أبدا فنحن على وعي كامل بأننا نسيج واحد و شعب واحد و حياة واحده هكذا خلقنا الله و هكذا ورثنا ذلك عن أجدادنا و سنورثه لأبنائنا حتى آخر الزمان .

و بما أن عالم التواصل الإجتماعي فرض علينا فرضا بكافة آلياته و وسائله فأصبحنا بذلك أمام تحدي كبير جدا لأننا لا خيار لنا سوى المواجهة و التعامل معه و هنا يأتي الدور المهم في صياغة المقومات الجديدة للشخصية المصرية بالتدريب الواعي على كيفية التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي و كيفية التحقق من المعلومات و الأخبار و عدم الإنسياق وراء الشائعات و عدم ترديد الشائعات فكل هذه المهارات لا يمكن أن نستغنى عنها طالما أصبحت التكنولوجيا متاحة للجميع و أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي موجودة مع كل مواطن على هاتفه المحمول لأننا نعلم جيدا أن من يستخدمون آليات هدم و تفكيك المجتمعات الحديثة يجيدون صناعة الصورة الذهنية و خلق الرأي العام و توجيهه من خلال هذه التكنولوجيا فلزم علينا أن نتمكن من التصدي لها بالشكل الذي يناسبها .

كما أن عاداتنا و تقاليدنا الجميلة من الشهامة و الجدعنة و أخلاق ولاد البلد و إحترام الكبير سنا و الحفاظ على بنت الجيران و كل هذه الصفات التي تعد بصمة أصيلة في الشخصية المصرية علينا أن نعمل جاهدين للحفاظ عليها و نقلها من جيل إلى جيل حتى تظل خالدة في ثقافتنا و في سلوكياتنا التي يحاول أعداء الوطن من محترفي إستخدام آليات هدم و تفكيك المجتمعات أن يبعدونا عنها بالعديد من الوسائل و يصدروا لنا عكس هذه الصفات على أنها هي السائدة الآن في المجتمع و لكنهم لن يستطيعوا أن يطمسوا هويتنا و يغيروا ثقافتنا الأصيلة طالما كان لدينا الوعي الكافي بكيفية المواجهة .

إن بناء الشخصية المصرية في مواجهة تحديات المستقبل يعد واجبا وطنيا علينا جميعا لكي نحافظ على ما حققناه في الحاضر و نستطيع أن ننطلق و نحلق في آفاق المستقبل الجميل الذي نحلم به جميعا لهذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها و تحيا مصر و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©