رئيس التحريرأميرة عبدالله

انجازات مصر خلال رئاستها للاتحاد الافريقي

انجازات مصر خلال رئاستها للاتحاد الافريقي

بقلم:الدكتور عادل عامر

سعت مصر منذ تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي في فبراير الماضي إلى تبني دورٍ فاعل ونشط في مختلف آليات العمل الأفريقي المشترك؛ حيث تم تعظيم الدور المصري في أفريقيا من خلال تنشيط التعاون بين مصر والأشقاء الأفارقة في مختلف المجالات،

 وهو الأمر الذي انعكس في القيام بعديدٍ من الزيارات واستقبال المسئولين الأفارقة في مصر، وما شهدته تلك الزيارات من توقيع عديدٍ من الاتفاقات الثنائية بين مصر والدول الأفريقية بهدف دعم التعاون الاقتصادي،

كما حرصت مصر أيضًا على تنشيط التعاون الفني مع الدول الأفريقية من خلال الدور المحوري للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التابعة لوزارة الخارجية، في نقل الخبرات وبناء الكوادر من خلال الدورات التدريبية التي تقدمها للدول الأفريقية

، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والمنح للأشقاء الأفارقة، وآخرها المساعدات التي أرسلتها مصر إلى دولة جيبوتي بعدما اجتاحتها السيول في ديسمبر الحالي.

وفيما يتعلق بنشاط مصر على مستوى القارة، فقد استضافت مصر عدة فعاليات أفريقية مهمة كالقمة الثلاثية لتجمعات الكوميسا  والسادك وشرق أفريقيا عام 2015، والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة بين التجمعات الاقتصادية الثلاثة،

 واستضافة الدورة السابعة لملتقى وسطاء ومبعوثي السلام في أفريقيا عام 2016، لمناقشة سبل تحقيق السلم والأمن في القارة، بالإضافة إلى عقد منتدى الاستثمار في أفريقيا لأعوام 2016 و2017 و2018

إن مصر بذلت مجهودًا كبيرًا خلال رئاستها للاتحاد الافريقي لهذا العام في لفت أنظار العالم بأسره تجاه الازمات والمشكلات التي تعاني منها القارة السمراء سواء السياسية أو الاقتصادية أو الامنية أو التنموية.

أبرز الجهود التي نفذتها مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي هو إنشاء صندوق ضمان مخاطر الاستثمار في أفريقيا، وذلك لتشجيع المستثمرين المصريين لتوجيه استثماراتهم لأفريقيا والمشاركة في تنمية القارة، والتفاوض مع المؤسسات الدولية لدعم البنية الأساسية في قارة أفريقيا،

 وتحفيز وتيسير عمل الشركات الأفريقية في مصر، لتحفيز الاستثمارات المشتركة والاستفادة من التطور المستمر في الاقتصاد المصري، وزيادة التعاون الفني مع دول القارة في مجالات الاستثمار في رأس المال البشري، والتحول الرقمي، أن مصر عملت أيضًا على ملف اللاجئين الأفارقة،

وسعت إلى إعادة توطينهم في دولهم مرة أخرى، بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب، عبر تبادل المعلومات في دول القارة، وتعزيز دور الاتحاد في حل الأزمات والنزاعات الأفريقية، موضحًا أن الاتحاد استطاع حل أزمة السودان بدون أي تدخل دولي، في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي. دارة التمويلات الدولية، والحوكمة ونظم المتابعة والتقييم.

وتعتبر اتفاقية التجارة الحرة القارية أحد الإنجازات التي تم الوصول إليها في قمة النيجر الأفريقية، وأعلن الرئيس بدء سريانها يوليو الماضي. وتهدف الاتفاقية إلى إزالة القيود الجمركية أمام حركة التجارة البينية الأفريقية،

وبالتالي خلق سوق قارئ لكافة السلع والخدمات داخل القارة الإفريقية يضم أكثر من مليار نسمة ويفوق حجم الناتج المحلى الإجمالي له عن 3 تريليونات دولار، مما يؤدى إلى إنشاء الاتحاد الجمركي الأفريقي وتطبيق التعريفة الجمركية الموحدة تجاه واردات القارة الإفريقية من الخارج.

تمكنت مصر خلال رئاستها للاتحاد، في إصدار قرارين مهمين: الأول خاص بتولي الرئيس السيسي ريادة ملف تفعيل سياسة الاتحاد الإفريقي لإعادة الأعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والثابت خاص باستضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الإفريقية.

 كما أعدت وزارة الخارجية للمشاركة المصرية في قمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية لإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي عُقدت يوم 7 يوليو 2019 بنيامي -النيجر تحت رئاسة الرئيس السيسي، بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز النفاذ في مايو 2019،

وهي أحد إنجازات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، والإعداد للمشاركة المصرية في القمة السابعة للتيكاد (مؤتمر طوكيو للتنمية في إفريقيا)، والتي ترأسها الرئيس السيسي بشكل مشترك مع رئيس وزراء اليابان، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وذلك في الفترة من 28 إلى 30 أغسطس 2019، في مدينة “يوكوهاما” اليابانية.

وتعد من أهم أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي محور التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال السعي لتوفير فرص العمل الكريم، وتعظيم العائد من الشباب الإفريقي، وتطوير منظومة التصنيع الإفريقية، وتطوير المنظومة الزراعية الإفريقية

 والتوسع في مشروعات الثروة السمكية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي. كما تضع مصر ضمن أولوياتها مواصلة عملية الإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد وتعزيز قدرات التجمعات الاقتصادية الإقليمية، بالإضافة إلى تطوير نظام متكامل لتقييم الأداء والمحاسبة وتعزيز الشفافية.

وفي إطار التعاون التجاري: “مصر تعود إل قلب أفريقيا ويُعد قطاع النقل أحد أهم القطاعات التي تعمل على تعزيز وزيادة التعاون والتبادل التجاري مع الدول الأفريقية لذلك قامت وزارة النقل بتشكيل لجنة مشتركة مع السودان لبحث ربط السكك الحديدية بين البلدين، بالإضافة إلى إعداد دراسة في مجال النقل البحري للربط بين الموانئ المصرية والأفريقية”.

وبرزت مصر كقوة فاعلة من خلال عدة قوى تمثلت في الآتي: (مصر كدولة، الرئيس السيسي كرئيس للدولة، وزارة الخارجية المصرية، وزارة الموارد المائية والري، وزارة الاوقاف، وزارة الشباب والرياضة، وزارة الصحة، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، البورصة المصرية، البنك المركزي المصري، الأزهر الشريف، الكنيسة المصرية، الجامعات المصرية، الهيئة العامة للاستعلامات، سفير مصر في أثيوبيا، سفير مصر بباريس).

وجاءت الصفات والأدوار الإيجابية لمصر لتشير لدورها الرائد في تعميق العلاقات المصرية الأفريقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، كما أكدت مصر من خلال خطاب الرئيس السيسي دعمها الكامل للدول الأفريقية في الحرب على الإرهاب ومواجهة الفقر والأوبئة في عديدٍ من الدول الأفريقية،

ومن أمثلة ذلك: “يبدأ الأزهر الشريف مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي مرحلةً جديدة يكثف فيها نشاطه بالقارة السمراء حيث سيتم مضاعفة المنح المقدمة للدول الأفريقية بنسبة 100% ليصبح عددها 1600 منحة لعام 2019/2020 بدلًا من 800 منحة تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي”.

تعتبر قيادة مصر للاتحاد الأفريقي فرصة تاريخية والتي من خلالها يجب أن تزيد المعرفة والوعي بأهمية وجودنا وانتمائنا وحضورنا الأفريقي وذلك يجب من خلال سياسة اعلامية وثقافية حددت الدراسة خطوطها العريضة كالتالي:

· تخصيص شهر أفريقي في الإعلام المرئي والمسموع تُقدم خلاله برامج يومية عن تاريخ دول القارة ونظمها السياسية، وشهر للسينما والمسرح والفنون التشكيلية الأفريقية.

· تخصيص صفحتيْن أسبوعيًا في الصحف القومية عن الشئون الأفريقية واحدة للسياسة والثانية للثقافات الأفريقية، حيث يجب على الصحافة المصرية إبراز الهوية الأفريقية، وأوجه الاتفاق بين الثقافات المصرية والأفريقية والسياسات والمصالح الأفريقية المشتركة من خلال استقطاب عدد من كبار الكتاب من مختلف الثقافات والانتماءات العرقية والدينية والأيديولوجية وإبراز خطابهم لعرض مختلف وجهات النظر.

· تأسيس مركز ترجمة عربي-أفريقي يتخصص في ترجمة الأدب والكتابات المتخصصة في الشئون الأفريقية لكي نطلع على وجهة نظر الأفارقة في الشعب المصري وآرائهم المختلفة وتخصيص جائزة مصرية سنوية للأدب الأفريقي.

وختامًا، سيظل المحك الرئيس للحكم على مدى اهتمام الصحافة المصرية بالشئون الأفريقية مستندًا إلى عدة محاور مثل نوعية القضايا المطروحة وكيفية المعالجة ومصادر الأخبار،

 لذا يمكن القول إن جوهر الصورة العامة لأفريقيا على صفحات الصحف المصرية متوقف على بذل الجهود لإرسال المراسلين المصريين للابتعاد تمامًا عن الصورة المشوهة التي تقدمها وكالات الأنباء الغربية لأفريقيا.

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©