رئيس التحريرأميرة عبدالله

اليوم العالمي لمكافحة الفساد .. رؤية سوسيولوجية

اليوم العالمي لمكافحة الفساد .. رؤية سوسيولوجية

بقلم : دكتور يحيى هاشم استشاري برامج الحماية الاجتماعية و صناعة الصورة الذهنية و الرأي العام 

يحتفل العالم كل عام في يوم 9 ديسمبر باليوم العالمي لمكافحة الفساد ليتذكر العالم كله أن القضاء على الفساد و السيطرة علية هو ضرورة عالمية لأن الفساد من العوامل المؤثرة بقوة في تدمير أي بلد في العالم لما يسببه من ضياع للحقوق و اهدار للمال العام و استنزاف الموارد الطبيعية و تدمير الطموح لدى الشرفاء و الكفاءات داخل اي بلد في العالم .

و اذا نظرنا الى موضوع مكافحة الفساد برؤية سوسيولوجية للمجتمع سيجعلنا ذلك نضع الكثير من الامور نصب أعيننا حتى نعمل عليها جميعا لندعم جهود الدولة في مكافحة الفساد و الحد منه و لذا يجب ان تشمل رؤيتنا زيادة وعي المجتمع بفكرة مكافحة الفساد لما يسببه من تدمير حقيقي في كل نواحي الحياة و لنبدأ من مراحل العمر الاولى ليكون هناك توعية و تثقيف لاولادنا في المدارس على مختلف مراحلهم التعليمية بمعنى الفساد و اساليبه المختلفة ليكون لديهم المعرفة الكاملة التي تحميهم في المستقبل من ان يكونوا جزءا من هذا الفساد و أن يكونوا دائما مكافحين للفساد لحماية حياتهم و مستقبلهم داخل المجتمع .

و تأتي مرحلة أخرى و هي مرحلة الشباب سواء في الجامعات أو حديثي التخرج و هم يحتاجون ايضا الى نوع خاص من التثقيف بمواجهة الفساد و التصدي له لانهم في مقتبل الحياة العملية و لا شك أنهم سيكون لهم احتكاك بكل أطياف الحياة ليكون لديهم آليات التعامل مع هذه الآفة التي تدمر المجتمع و تعمل على انهياره و تسرق أحلام الشباب و تقتل الطموح بداخلهم .

كما ينبغي أن نفعل كل القوانين بقوة و دون استثناء ليحصل كل فرد على حقه دون ان يبحث عن طرق أخرى للحصول عليه و أن تكون آليات التعامل في كافة الجهات معلنة بشكل واضح حتى يتبع الجميع الخطوات للحصول على حقوقه في أي مجال من المجالات ولا شك ان الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة و تيسير استخدامها في التعامل بين المواطن و الجهات المختلفة يعد احدى آليات مكافحة الفساد و الحد منه .

و لكن دعونا نتحدث عن نوع آخر من الفساد بعيدا عن الصورة التقليدية التي يعرفها الجميع و نلقي الضوء عليها و منها مثلا أن يكون هناك مسؤل في احدى الجهات لا يهتم بتصعيد الكفاءات من العاملين معه و لا يقدر مؤهلاتهم العلمية و يتصرف في المنشأة المسؤل عنها كما يرى هو و وفقا لوجهة نظره الشخصية مما يدفع بروح اليأس و الاحباط في نفوس هؤلاء العاملين و بالتالي يؤثر على الدولة كلها لانها تفقد افكار و رؤى هؤلاء المتميزين الذين قتلت احلامهم بمنتهى البساطة على يد هذا المسؤل .

و هناك نوع آخر ينتشر في المجتمع مثل انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية نظرا لعدم حصول اولادنا على القدر الكافي من الشرح داخل المنشأة التعليمية و بالتالي مجبرين على الدخول في دوامة الدروس الخصوصية التي تستنزف موارد الاسرة و تزيد من الاعباء التي نعاني منها جميعا .

و يستفيد اعداء الوطن من الفاسدين بشكل كبير لانهم يعدون آلية لهدم و تفكيك المجتمع دون ان يشعرون فهم لا يحققون اطماعهم فقط بطرق غير شرعية او يسرقون حقوق المواطنين و احلامهم بل يدمرون الدولة كلها .

و تقوم الدولة المصرية بمجهود كبير في مكافحة الفساد و الحد منه و لكنها تحتاج منا جميعا كمواطنين شرفاء مخلصين لهذا الوطن ان ندعم هذه الجهود و نكون مساعدين لها في مكافحة الفساد و الحد منه و يضع كل مواطن و كل مسؤل كلمة مصر امام عينيه دائما لتكون محركا لضميره و مشاعره الوطنية لمساعدة بلده ضد الفساد و الفاسدين لانهم يدمرون المجتمع و يقتلون المستقبل و لكننا لن نسمح لهم بذلك و سنحافظ على بلدنا و ندافع عنها حتى النفس الاخير لنا في هذه الدنيا

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©