(كنا…وبقينا)

كالعادة النور قطع بالليل وقمت من شده الحرارة والعرق وانا بطبعي رد فعلي هادي وعقلاني ..حاولت اوصل للموبايل لتشغيل الكشاف ونظرا للعتمه والظلام الدامس بائت محاولتي بالفشل ..فقررت ان اضحك علي نفسي واقنعها ان الوضع كده أفضل والجو شاعري وفعلا بدأت الاستجابه وتراقصت الأفكار براسي ايه الجمال ده وايه الهدوء ده يا سلام لو اعرف اوصل للموبايل واشغل فيروز ياه دا الأجواء جميله وممتعه وخدني خيالي وسرحت في أيام زمان ايام الشمعه ولمبه الجاز والجيران ياه كانت ايام جميله بناسها ..لكن اللحظات الحلوه ما بتدمش.. لا يا عم النور ما جاش ولا حاجه ..ده هجوم شرير من عقلي بتاع الواقع الواقع الملموس وبين خيالي وبدأ الصراع يشتد وانفعل عقلي بثوره عارمه علي خيالي المسكين مخاطبا اياه ..يا ابني انت عبيط جو شاعري ايه في القرف والذهق ده واجه الواقع المؤلم وبطل تضحك علي نفسك . وشوف كنا فين وبقينا فين ..كنا في الحاره كلنا عارفين بعض وبنخاف علي بعض وبنحب بعض ونام وابواب البيوت مفتوحه .ولو جار تعب نجري كلنا عليه لأنه جزء أصيل مننا ولو في حاله وفاه تتقفل التلفزيونات في البيوت واللي عنده فرح ياجله ..كنا بنراعي مشاعر بعض دلوقتي انت مش عارف جارك وهو مش عارفك هو بقي غريب عليك وانت المكان بقي غريب عليك مش هو ده الشارع اللي كنا بنلعب فيه والا هي دي الحاره اللي كنا بنتجمع فيها والبيوت بقت مقفوله علي ساكينيها وركبنا كاميرات مراقبة في كل حته وبقينا خايفين من بعض مش علي بعض ..بقينا اغراب في شارعنا وحارتنا ..الحمد لله النور جه …وطبعا نسيت كل اللي بافكر فيه من شويه وفتحت التليفزيون ااقلب في القنوات التافهة والبرامج الساذجه اللي بتلهي الناس …نصيحه خالصه لوجه الله للحكومه ..يا ريت متقطوعش النور تاني ..عشان الضلمه بتخلي الناس تفكر.