رئيس التحريرأميرة عبدالله

العمل النقابى … الحاضرالغائب

العمل النقابى … الحاضرالغائب


عندما ننظر إلى هذا العنوان نفكر جميعا فيما سوف يكتب بعد ذلك حيث يرتبط العمل النقابى بكيان العاملين بمؤسسات الدولة وما يدور بها فقد أصبح العمل النقابى فى مؤسسات الدولة الان مهمش عن ذى قبل فقد كان العمل النقابى والنقابيين قديما مثلما يقال ذات (شنة ورنة) عندما نقول هذه الشخصيات تابعة للجنة نقابية خاصة بجهة عمل معينة يتم استقبالهم والترحيب بهم بكل حفاوة وبشكل لائق حيث كان النقابى فى هذا الوقت يقوم على حماية حقوق العمال لانه على علم بقانوني العمل والنقابات اللذان يؤهلانه لاكتساب صفة النقابى المحترم والذى يؤهله بدوره لكيفية التزامه بحقوقه وواجباته تجاه العاملين الممثل لهم وكيانه كنقابى من جهة اخرى.

ومع تغيير مفاهيم بعض العاملين واستغلال أصحاب النفوذ لمكتسبات العمل النقابى أصبح العمل النقابى مهمش حيث أرتبطت السياسة بالعمل النقابى مما أفقد ذلك للنقابين هيبتهم مما أضر بمصلحة القاعدة العريضة من العمال اللذين يعانون فى المؤسسات العامة وأصبح رؤساء مجالس إدارات الشركات بالدولة هم المهيمنين على العاملين وقد يعرض ذلك بعض النقابيين الشرفاء إلى الجزاءات عندما يعترضوا على أمر يخص العمال نظرا لان السياسة العامة أصبحت في أن المصالح هى التى تفرض نفسها وعدم إستيعاب بعض المسئولين أن الركيزة الأساسية لنجاح اى منشأة تعتمد على القاعدة العمالية ولكن هيهات لكل ذلك مما أصاب العمل النقابى فى هذه الفترة بخلل تام نتيجة تعسف رؤساء مجالس الادارات تجاه النقابيين ووضعهم تحت ميكروسكوب دائم وأن الخلفية المقدمة عنهم أنهم مرتزقة من العمل النقابى الذى يعملون تحت مظلته.

وقد أخفق هولاء الرؤساء فى هذا الرأى ولم يتفهموا أن النقابيين ما هم الا حلقة وصل بين رئيس المؤسسة والعمال لتذليل أى عقبة بين العاملين والجهات العليا وذلك لزيادة معدلات الانتاج ونموها وقد يكون تأثير العمل النقابى أيضا جيد فى بعض المؤسسات الخدمية والانتاجية حيث أن النقابى يكون فيها واجهة تسويقية لخدمات ومنتجات المؤسسات بالاضافة الى قدرته على التفاوض فى عمليات حقوق العاملين ويكون بذلك العمل النقابى هو خط الوسط بين العمل والعامل من حيث تنمية العمل والقدرة على الوفاء بمتطلبات العاملين ولكن مع هذا وذاك أصبح الجهل والاختلاف بين النقابيين ورؤساء مجالس الادارات حول أن العمل النقابى ما هو الا اثارة الشغب بين العمال وهذا ضد سياسة بعض المؤسسات .

عذرا للجميع ….
فالعمل النقابى هو ذريعة أساسية بمؤسسات الدولة التى تعكس الوجه الحقيقى للعمل والعامل وربطهم معا ويؤثر ذلك على الاقتصاد العام والدولة فهو إما يقلل من نسبة البطالة أو يعمل على زيادتها من خلال العمل القائم.

مازالت هناك مشاكل كثيرة متواجدة على الصعيد العمالى بسبب أختلاط السياسة بالعمل النقابى مما أثار ذلك ضيق للعاملين بالدولة وإنخفاض الجهد المبذول بالعمل مما قد يؤثر على الانتاج بصفة خاصة والاقتصاد بصفة عامة .
لذا نرجو من السادة المسئولين بالدولة اعادة النظر فى وضع النقابات العمالية بالمؤسسات من خلال توعية كاملة للسادة رؤساء المؤسسات والشركات بالدولة على أهمية التوافق مع النقابيين الذي يقومون بحل معظم مشاكل العاملين واللذين هم على وعى تام بمشاكلهم التى تؤثر على تنمية العمل وزيادة معدلات انتاج المؤسسات وذلك لان مصلحة العمل تقوم على العامل وليس العكس …..!!
بقلم : جيهان رمضان

وكيل اللجنة النقابية بشركة مخابز القاهرة الكبرى ورئيس لجنة التدريب والتثقيف

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©