رئيس التحريرأميرة عبدالله

العزلة….احياناً”وطن”

العزلة….احياناً”وطن”

بقلم: الكاتبة مي مجدي

فأنا لست مجبرآ ….بل مخيرآ …وبكامل إرادتي وبرغبة نابعة من داخل أعماقي الفكرية والروحانية ….قررت أن أعتزل هذا العالم المليىء بالضجيج و الغوغاء وأذهب الي عالمي الخاص….فلا أحد يشاركني إيااااااه …فأنا من أضع القواعد والقوانين هناك .فعالمي لايوجد به القيل والقال انه عالم خالي من الغيبة والنميمة و خالي من الحاقدين والمرضى نفسيآ …..انه مليىء بالسكينة والهدوء …
لذلك قررت و بكل قوة وإصرار أن أعتزل هذا العالم لبعض من الوقت وأذهب الي عالمي حيث (العزلة ) ….
نعم فالعزلة ليست مرضآ نفسيآ و تحتاج الي طبيب نفسي كما يدعي البعض … إنها قمة العقلانية ، فأنت أخذت قرارآ صائبآ عندما قررت أن تتنحي جانبآ …. لأن روحك المتعبة وفكرك المشتت وعقلك المستنفذ من الروتين ومرهق من المواصلة في حاجة الأن الي قسط من الراحة فلا تبخل علي نفسك بها ……. وأعتزل لترتقي بنفسك بعيدآ عن منغصات البشر وتحكماتهم وفرض سيطرتهم وأرائهم الفكرية ..أعتزل مجادلتهم و محاواراتهم الهادمة …أعتزل لتغتنم بنفسك وتستعيد ذاتك من جديد …….
وأن يكون لك عالمآ خاصآ بك وحدك …..أعتزل لتسترخى فكريآ وروحيآ وتستوحي إلهامك من عزلتك ..فالألهام لا يأتي من مخالطة البشر …فمخالطة البشر والثرثرة معهم لا تجني سوا ضجيج بالراس ..فهل صادفت يومآ مبدعآ في أي مجال كان ، وكان مخالطآ للبشر ….فأنت في عالمك مصاحبآ للهدوء والسكون فقط ، باحثآ لنفسك عن فرصة للتركيز وإمعان النظر في كل ما يشغل بالك وفكرك و يثقل صدرك….
……فأنت تعتزل كي تستعيد ذاتك التي تاهت منك في متاهات الحياة …. وتعود وتنهض من جديد متحديآ منغصات وتقلبات العالم الخارجي .. ..ولا تقل في عزلتي وحدتي وكأبتي . فالفرق شاسع بين العزلة والوحدة ..فالاولي انت تختارها بكامل إرادتك لتفصل بعد الوقت عن العالم والبشر ثم تعود إليه مرة أخرى ..اما الثانيه فهي فرضت عليك لظروف خارجة عن إرادتك وأجبرت عليها …..فخذ القرار ولا تتردد وأعتزل……
أعتزل لتتعبد روحانيآ ..اعتزل لتبدع فكريآ …اعتزل لتخطط لحياتك …اعتزل لترتب افكارك ….اعتزل لتستعيد ذاتك ….. اعتزل لتنمي مهاراتك ….أعتزل لتنجح…… فالعزلة وطن للأرواح المتعبة……

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©