كتب: د. عبدالله المصرى

من فضل الله ( عز وجل ) ومننه علي عباده الصالحين أن أوجد لهم مواسم يستكثرون فيها من الأعمال الصالحات ، ومن هذه المواسم يوم عرفة بل والعشر الأولي من ذى الحجة ، وإذا كان يوم عرفة للحجيج الوقوف بعرفات الله ،فكيف يعيش المسلمون في كل مكان من غير الحجيج ومافضل وأهمية هذا اليوم لهم ..؟ يقول فضيلة الأستاذ الدكتور أشرف عبدالرافع أستاذ العقيدة والفلسفة الاسلامية بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية بإسلام أباد ومن علماء وزارة الأوقاف المصرية عن العشر الأولي من ذى الحجة : يتضح فضل العشر الأولي من ذى الحجة في الأمر الإلهي لقوله تعالي :” ويذكروا اسم الله في أيام معلومات “( الحج ٢٨) وقال بن عباس ( رضي الله عنه ) : هذه الأيام المعلومات هي العشر من ذى الحجة ، ويقول ابن عمر ( رضي الله عنه) قال رسول الله( صلي الله عليه وسلم ) :” ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن التهليل والتكبير والتحميد”( رواه أحمد ) ،فيستحب في هذه الأيام العشر الإكثار من التكبير ، والتحميد ، والتسبيح ، والاستغفار ، والصلاة ، لغير الحجيج . وفي آخر هذه الأيام العشر يوم عيد الأضحي المبارك الذى يبدأ المسلم فيه بالتكبير وصلاة العيد ، وسماع خطبة العيد ، وبعدها يتوجه لذبح أضحيته ولذا عرف هذا اليوم بيوم النحر أما من لم يستطع أن يذبح أضحيته فقد ضحي عنه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، ونجد في أيام العيد الخير ، والحب ،والفرحة بين الناس ، والسرور ، وصلة الأرحام . فيتضح فضل هذه الليالي لهذه الأيام علي سائر الليالي عدا ليلة القدر في قوله تعالي :” والفجر ،وليال عشر “( الفجر ١، ٢) ، وقال جمهور المفسرين المراد بهذه الليالي العشر من ذى الحجة ، وسبب هذا الفضل اجتماع أمهات العبادة فيه كما يقول ابن حجر العسقلاني ( رحمه الله ) وهي : الصلاة ، والصيام ، والصدقة ، والحج ولا يتأتي ذلك في غيرها . وعن صيام يوم عرفة يقول فضيلة الدكتور أشرف عبدالرافع: ويسن صيام يوم عرفة ( التاسع من ذى الحجة ) لغير الحجيج لقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) :” صيام يوم عرفة يكفر سنتين الماضية والباقية ” ويقول ( صلى الله عليه وسلم ) أيضا:” من حفظ لسانه وسمعه وبصره في يوم عرفة غفر له من عرفة الي عرفة ” وقال أيضا عن صوم يوم عرفة :” أحتسب علي الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ” ( رواه مسلم ) .