بقلم دكتور يحيى هاشم إستشاري برامج الحماية الإجتماعية وصناعة الصور الذهنية والرأي العام 

نعيش في زمن له آلياته الخاصة و له أدواته الجديدة التي يعلمها جيدا العالم الأول الذي يتعامل بها لتحقيق كل أهدافه بسهولة في بلدان العالم الثالث و لكن بعد أن اصبح العالم قرية صغيرة و أصبحت لغة العلم و استخداماته متاحة للجميع وجب علينا أن نستثمر هذا العلم لنحمي أنفسنا و نحقق أهدافنا نحو المستقبل ونحافظ على النسيج الإجتماعي للوطن متماسكا قويا و نكون حائط صد قوي و منيع أمام أعداء الوطن و من هنا تأتي أهمية وعي المجتمع بمفهوم الأمن القومي الإجتماعي و أبعاده الإجتماعية و الثقافية و العوامل التي تهدد الأمن القومي حتى نستطيع مواجهة تحديات و عدائيات المستقبل بشكل علمي ممنهج نحقق فيه الإنتصار دائما لبلدنا الحبيبة مصر .

الأمن القومي الإجتماعي يهدف الى تحقيق الإستقرار داخل المجتمع بتحقيق حريات المواطنين و تلبة و إشباع احتياجاتهم الأساسية من غذاء بأسعار مناسبة و بمستوى تعليم يتوافق مع اهداف التنمية و متطلبات سوق العمل و بالرعاية الصحية الشاملة مع العمل على توفير فرص العمل المناسبة و توفير المسكن المناسب و توفير الأمن و الآمان بمفهومه المعروف في بيئة صحية غير ملوثة و يهدف ايضا الأمن القومي الإجتماعي الى تحقيق تماسك الوحدة الوطنية داخل المجتمع  مع تحقيق السلام الاجتماعي بين كافة قوى الدولة المختلفة من أجل إستقرار الوطن .

فالبعد الإجتماعي للأمن القومي مرتبط بشكل مباشر بتنمية روح الولاء و الإنتماء لدى المواطنين  من خلال عدالة إجتماعية تحقق تلبية الاحتياجات و توفر الخدمات الأساسية للجميع و خلق رأي عام في المجتمع يُجمع على اهداف و مصالح مشتركة من شأنها تحقيق اهداف التنمية و مساندة الدولة في كل خطواتها و قراراتها المصيرية و لعل أكبر تحدي في الأبعاد الإجتماعية للأمن القومي هو القضاء على الفقر لما يسببه من تهديد مباشر على استقرار المجتمع بسبب البطالة و انخفاض مستوى التعليم و مشاكل الإسكان و الرعاية الصحية و لذا تضع الدولة خطط القضاء على الفقر من اولوياتها و تضخ حزم من برامج الحماية الإجتماعية المتعددة الأهداف لتشمل أكبر عدد ممكن من الفئات الفقيرة لتعمل على تحسين نوعية الحياة لهم و تحافظ على الأمن القومي الإجتماعي في ذات الوقت .

و هناك بعد ثقافي مهم جدا للأمن القومي الإجتماعي مرتبط بحماية الفكر و المعتقدات و العادات و التقاليد أو ما يمكن ان نطلق علية الهوية الوطنية لهذا المجتمع لأنها تمثل وجدان المواطنين و تشكل سلوكياتهم و تضبط أدائهم في المجتمع لذا كان لها دورا اساسيا في استقرار المجتمع و في مواجهة أي اطروحات ثقافية مغايرة لثقافتنا و التصدي لمحاولة خلق صورة ذهنية في المجتمع لعادات و تقاليد شاذة لا تمثلنا على انها هي العادات و التقاليد السليمة لما لهذه الأمور الثقافية المتنوعة من تأثير مباشر على الأمن القومي الإجتماعي .

لذا وجب علينا ان نزيد من الوعي بمفهوم الأمن القومي و الأمن القومي الإجتماعي لدى المواطنين  و ندرك العوامل التي تهدده سواء الخارجية او الداخلية و سواء كان تأثيرها مباشر او غير مباشر و التي تستهدف فقدان ثقة المواطن بالدولة و النظام السياسي لها مستغلة أي نقاط ضعف في الجوانب السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية في المجتمع لتصنع صور ذهنية زائفة وتخلق رأي عام غير واقعي ضد الدولة.

سنقف جميعا صفا واحدا مخلصين لهذا الوطن العظيم مصر محافظين على الأمن القومي المصري و الأمن القومي الإجتماعي لهذا الوطن خلف قيادة سياسية حكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي و كلنا ثقة في قواتنا المسلحة العظيمة و الشرطة المصرية الوطنية من اجل أن نحقق اهدافنا نحو مصر المستقبل .