بقلم :إبراهيم علي

تعد سنة 2002 هي سنة النكسه الحقيقية بالنسبه للشباب لانه في تلك السنة دخل الانترنت محافظة القاهره مجانا ثم تعمم وأصبح مع الوقت في جميع المحافظات . وفي طبيعة الحال لم تظهر أي سلبيات للأنترنت ومن الممكن ان اضع عنوانا حقيقيا ان الانترنت كان يُستخدم استخداما جيداً ولكن مع مرور الوقت وتبدل العصور والثقافات وظهور تطبيقات اثرت بشكل كبير علي استخدام الانترنت مع سهولة تواجده في متناول الجميع بدء ينحرف انحرافا كلياً فأصبح سلاحاً ذو حدين ويرجع ذلك الي عقلية وثقافة المستخدم نفسه .

ومن هنا انتقل مباشرة الي الارتباط بين هدم اهداف الشباب من خلال تلك الشبكة وهذا تحليل شخصي فقط قد يكون خاطئاً وقد يكون صواباً ولا أنكر انني من اكثر الناس تصفحاً عبر شبكة الانترنت ولكني علي دراية انها أحد اسوء الاختراعات علي مر العصور فهو دجال هذا العصر الذي احتل بشكل مفاجيء عقول الشباب واصبح عائق كبير في تحقيق أهدافهم فيصبح الشاب مأثور بفكره لهذا الاختراع من الممكن ان ينفي أحد الشباب ذلك وان تحقيق الهدف يرجع للشاب نفسه واستخداماته وعندما سألت احدهم هل الانترنت اختراع مفيد أم ضار ؟ رد بإجابه نموذجيه بأنها علي حسب الاستخدام نفسه ولكن عندما تناولت هذه الفكره قمت بوضع مقياس بين الإيجابيات والسلبيات من القرآن الكريم حيث قال الله تعالي عن الخمر” يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا” اذا فالخمر والميسر بهما منافع وبهما أيضا ضررٌ ولكن الضرر هنا أكبر من النفع إذا فهو محرم … كذلك علي نفس المقياس استخدام الانترنت به نفع وبه ضرر ولكن ضرر الاستخدام اكثر من نفعه فهو يأتي تحت بند الخطر. فكان الانترنت في بدايته اختراع سلمي بين الشركات وعند ظهور التطبيقات التي تدعي انها تواصل اجتماعي وهذا مخالف تماماً لهدف المحتوي نفسه فهو تباعد اجتماعي فلم يعد هناك في حياة الشباب الا تصفح الانترنت والدليل علي ذلك وعلي ارض الواقع عليك النزول الي احد المقاهي وستري ان كل مجموعه وهي جالسه سويا لن تجدهم يتحدثون في أي شيء سوي نظر كل شخص بمفرده في جواله وتصفحه للإنترنت مما يدل علي تواجده الجسدي دون تواجده العقلي وهذا بسبب سجن قيد أفكاره فاصبح ذليلاً له . انا لا اجزم في قول ان الشاب العربي أصبحت ثقافته متوقفه علي تحديث باقة الانترنت او شبكة ” الواي فاي ” .

ومن ضمن الكوارث ان الانترنت اصبح شبكه تتحكم في كل شيء داخل الكرة الارضيه فهو قادر علي اسقاط ونهوض دول وقادر علي تشوية صورة رموز فالانترنت مع دخول تطبيقات تدعي تواصل اجتماعي اصبح منبرا ضخما لنشر السلبيات وازداد الامر سوءاً حينما تعلقت امال الشباب في جلب المال فقط من خلال انشاء صفحات وهدم أسس واصول تربي عليها في ظهور غير هادف.

وفي عام 2019 اجري باحثون في جامعة بيتسبرغ استطلاعا لاكثر من 1600شخصا تتراوح اعمارهم من بين 18 الي 30 سنه ووجهت لهم بـعــض الاسئلــه حول استخدامهم للانترنت وعادات النوم لديم وتوصل الباحثون الي ان ادمان الانترنت يتسبب في مشاكل صـحيـه وعقلـيـه تطــلب للعلاج وهناك العديد من الدراسات التي تؤكد الكثير من الاضرار مثل الشعوربالاكتئاب والتأثير علي المخ وقلة التركيز والتأثير علي الحاله المزاجيه للمستخدم وبالتالـي تمنعه من التركيز علي خطته المستقبليه التي خطط لها نحو النجاح .

اذا فلا اخطيء القول عندما أقول ان الانترنت اصبح دجال هذا العصر….. وعلي الشباب ان يحترس منه .