رئيس التحريرأميرة عبدالله

آليات الحرب الجديدة

آليات الحرب الجديدة

بقلم دكتور يحيى هاشم استاذ علم الاجتماع و برامج الحماية الاجتماعية 

ندرك جيدا ان التحديات كبيرة و بالتالي فالمسؤلية الملقاه على عاتقنا تجاه الوطن تكون اكبر و علينا ان نفهم كيف ينظر العالم الاول الى العالم الثالث و كيف يخطط لهدم و تفكيك المجتمعات ذاتيا دون تدخل مباشر منه مستخدما آليات جديدة في الحرب الجديدة ضد المجتمعات التي اوشكت ان تخرج من عنق الزجاجة و لديها كل مقومات النجاح التي تعبر بها نحو المستقبل .

إن العالم الاول ينظر الى العالم الثالث على انه المنطقة التي يقوم بتصريف منتجاته بها و يستنزف مواردها الطبيعية و خاماتها لكي يحصل عليها بأقل الاسعار و يعيد تصديرها اليها مرة اخرى منتج نهائي لكي يحقق ارباحا طائلة. 

و بطبيعة الحال فهو يوجة اجهزة الاستخبارات الخاصة به مستعينا بالمتخصصين في آليات هدم و تفكيك المجتمعات من علماء الاجتماع لعمل دراسات تحليلية للمجتمعات المطلوب هدمها لسهولة السيطرة عليها و استنزاف موارها .

و عندما ينظر الى مصر تحديدا يجد ان بها مقومات كثيرة للنجاح سوف تدفع بها للخروج من عنق الزجاجة و ستكون في مصاف الدول الكبرى و المتقدمة فمصر بها قيادة سياسية وطنية مخلصة في العمل و لديها رغبة حقيقية في البناء و التنمية و التطوير و لديها قوات مسلحة قوية تستطيع الدفاع عنها بكل قوة دون ان تتأثر او تقهر بأذن الله و لديها شرطة وطنية تعمل باخلاص لتحقق الامن و الامان و لديها شعب واعي يحبها و يعمل على إعمارها و يحافظ عليها و بذلك فقد اكتملت في مصر مقومات النجاح و هذا ما يدفع العالم الاول في ان يضع امامنا المزيد من التحديات و العقبات حتى يعيق خطواتنا نحو المستقبل .

و من الآليات المستخدمة في هذه الحرب الحديثة هي آلية طمس الهوية و هدم العادات و التقاليد و الاخلاق التي تميز المجتمع حتى تنهار القيم المجتمعية امام الاجيال القادمة ليفقدوا معنى القدوة و يتجهوا نحو السلوكيات المجتمعية الغريبة عن اخلاقنا و عادتنا و تقاليدنا .

كما انهم يستخدمون ايضا آلية التشكيك في اعمدة الدولة الرئيسية لكي يحدثوا فجوة بين اجهزة الدولة و الشعب و يكسروا جسر الثقة فيما بينهما ليحدث بذلك خلل كبير في تحقيق اهداف التنمية داخل هذا المجتمع .

و لذلك كان سلاح الوعي المجتمعي هو السلاح الاقوى في مواجهة الاليات الخاصة بالحرب الجديدة فكلما كان لدينا وعي و معرفة كافية بعناصر الدولة و حجم التحديات التي تواجهها كلما كانت لدينا القدرة على إفشال مخططات هدم و تفكيك الدولة و تمكنا من ان نخرج الى مصاف دول العالم الاول و لكي تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©