رئيس التحريرأميرة عبدالله

في ذكري “الهجرة”

في ذكري “الهجرة”

بقلم: زينب الجندي.. استشاري تدريب ومدرب تنمية موارد بشرية

ماذا تعنى الهجرة فى القرن 21منذ بداية القرن 21 فى يناير 2000 وتناسى العالم العربى أن لديهم أفضل دستور وضع من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة من مكة إلى المدينة لترسيخ قواعد الدولة المستقرة القوية الآمنة وتشتت العالم العربى وتشعب وتناحر بسبب الحروب و الغزو والسطو والتشريد وبدلا من أن يتحدوا ويتكاتفوا ويواجهوا هذا الإعصار العربى انشغل كل فى كارثته منفردا حتى وهب الله الوهاب مصر بثورة 30يونيو 2013 وتم تصحيح المسار الذى كان سيأخذ مصر للهاوية والعالم العربى للمجهول فمصر قلب الوطن العربى ورأس قارة أفريقيا فهى رمانة الميزان . استعادة ثورة 30يونيو عبر و تعاليم الهجرة منذ 1440 سنة م وهى هجر الأنانية ,الإعتمادية ,الكسل ,والإحباط ,و رسخت مفاهيم العمل الدؤوب وإحترام الذات وإستعادة الثقة بالنفس للقدرة على تحقيق النجاح والتقدم وعملت على إبعاث الأمل فى النفوس .

ومن تعاليم الهجرة أن تكون أرضية قوية لإستقبال أى عمل أو تغير أو تطوير كما حدث فى الهجرة من دعم أهل يثرب التى سميت بالمدينة المنورة بعد الهجرة حيث أن رحلات التبادل التجارى بين تجار مكة ويثرب قبل الهجرة كانت لها الدعم والسند لنشر الدعوة لأهلهم فى يثربوأيضا تعاليم الهجرة بالإخاء والإيثار (تفضيل الغيرعلى النفس) وقت المحن وضيق الأحوال والصبر على البلاء ومحبة المهاجرين من بلادهم بسبب القهربالمعنى المعاصر (اللاجئين )كما ذكرت اللآية (9) من سورة الحشر (واللذين تبوءوالدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) صدق الله العظيم.

ومن تعاليم الهجرة المباركة إحترام الآخر رغم الإختلاف كما نص دستور الدولة الاسلامية مع اليهود فى المدينة ومنحهم حق الزراعة والتجارة والاحتفاظ بممتلكاتهم وأماكن عبادتهم .والرضا بأمر الله يسرع من رفع البلاء وإبدالة بالخيرات كما حدث مع مسلمين مكة المهاجرين ومنهم المثل والقدوة للشباب على طول الزمان (عبدالرحمن بن عوف )عندما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين الأنصارى (سعد بن الربيع ) فقال عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه مقولته الشهيرة “بارك الله لك فى أهلك ومالك دلنى على السوق ” فتاجر وربح وأنفق ماله على المسلمين وقد زاده الله بسطة فى الرزق ووهبه الثروة الطائلة التى آلت الى المسلمين بعد وفاته فهو صاحب فكرة القوافل التجارية تخرج من المدينة الى كل الدنيا بتعبير اليوم “التصدير”وهذا يعنى زيادة الزراعات وكثرة عدد العاملين والتغلب على البطالة ومنه رحلات تجارية للدنيا بمعنى تسويق وعمل تعاقدات وإتفاقات وعمل العلامة التجارية بلغة عالمنا المعاصر وهذا يترتب عليه زيادة فى أموال الزكاة وكثرة الصدقات فيحقق السلام الاجتماعى الذى بالفعل تحقق بالمدينة المنورة تحت رئاسة رسول الله صلى الله عليه وسلم .ودائما نأخذ الدروس و العبر من معلم الانسانية وتعاليم الهجرة المباركة الفارقة فى تاريخ الإنسانية على طول الزمان و يجب علينا جميعا أن نفخر ببلادنا حيث أنها دائما و أبدا ربان النجاة للوطن العربى وكثير من الدول الأفريقية وأذكر نفسى وإياكم “ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط “.

شارك برأيك وأضف تعليق

أحدث التعليقات

    2024 ©