رئيس التحريرأميرة عبدالله

ضحايا أفلام الكارتون

ضحايا أفلام الكارتون

بقلم : الكاتب الروائي عصام متولي

من منا لم يجلس أمام التلفاز لساعات يشاهد أفلام الكارتون…. ؟ من منا لم يشاهد أفلام والت ديزني… ؟ “ميكي ماوس، توم وجيري، الأسد الملك، الجميلة والوحش، وغيرها” عشرات الآلاف من الساعات التي تم إنتاجها من هذه النوعية من الأفلام، وجدناها مسلية ومبهجة، استمتعنا بها حقاً وكنا ننتظرها يومياً بشغف.

ولكن مهلاً… إليك الخبر السيئ عزيزي القارئ .. أفلام الكارتون هي خطوة أولى وأساسية لتدمير مجتمعاتنا العربية!! كيف ذلك.دعنا ندخل فوراً إلى صلب الموضوع، فنظريات علم النفس ومعظم الاكتشافات العلمية والتقنيات التكنولوجية الحديثة تتم تجربتها سراً وتطبق أولاً على مستوى أجهزة الاستخبارات ثم تعمم بعد ذلك، ومن النظريات الحديثة نوعاً ما نظرية مخاطبة العقل الباطن مباشرة!!فمن المعروف أننا عندما نتعرض لأية رسائل أو إشارات أو بيانات أو معلومات من أي نوع تمر هذه الرسائل عبر عقلنا الواعي ليقوم بفك شفراتها وتحليلها واستقبال الصالح منها، وإهمال الغير متوافق معنا، ويتم هذا كله على ضوء الخبرات السابقة، والثقافة، والدين والمعتقدات، والميول، ومجموعة القيم والعادات المعمول بها في المجتمع المحيط بنا، كل هذه المراحل تمر بها الرسائل عبر أدمغتنا.. إذا تم تمريرها عبر العقل الواعي..ولكن نظرية مخاطبة العقل الباطن تعمل على تخطى هذه الرسائل والبيانات والمعلومات للعقل الواعي، لتتسلل عبر البوابات الخلفية للدماغ، وهو العقل اللاواعي (العقل الباطن) مباشرة، فإنها تدخل كما هي ولا يتم تنقيحها أو تنقيتها من أية شوائب متجاوزة مجموعة القيم والمعتقدات والميول، وتستقر في أدمغتنا (بدون مونتاج)، بل إنها تؤثر بعد ذلك – دون أن ندري- على سلوكياتنا وكيفية معالجتنا للمواقف والأفكار والأمور الحياتية، وربما تتجاوز ذلك لتتحكم في معتقداتنا ايضاً.

ونعود مرة أخرى إلى أفلام الكارتون وعلاقتها بهذه الإستراتيجية، ونقدمها لكم في مجموعة من النقاط حتى تكون واضحة لا لبس فيها:

1- يتم رسم الكثير من الصور الكرتونية الشهيرة في البداية على شكل ذو إيحاء جنسي صريح وصارخ، ثم يتم إذابة هذا الشكل في الرسم بحيث لا يظهر للعين المجردة أن هناك أية أشياء خارجة عن المألوف، وبالطبع هذه إحدى الأساليب التي تم تطويرها لمخاطبة العقل الباطن للطفل، فهو يتلقى هذه الرسومات والصور ويخزنها لديه وترتبط الرسومات الجنسية بالكرتون أي أنها ترتبط بالمتعة لديه.

2-يتم رسم إشارات وعبارات وتدمج داخل الفيلم بحيث لا ترى أيضاً بالعين المجردة، وهذا يفسر أن لكلمة (sex) تأثير خاص عند رؤيتها أو سماعها، فهي تكتب في كثير من أفلام الكارتون دون أن ندري، وفي تجربة عملية على ذلك عزيزي القارئ.. فإنني أراهنك على أن عينك سوف تلمح أول ما تلمح .. تلك الكلمة….!!

3.- في فيلم من الأفلام شاهدته بنفسي _ في إطار متابعتي للمحتوي الذي يشاهده أبنائي_ على قناة تسمى (كارتون نيتورك بالعربية)، كانت تعرض حلقات تسمى تنانين (جمع تنين) حماة قرية بيرك، وفي إحدى الحلقات لاحظ أهل القرية أن هناك عواصف وأعاصير ورعد وبرق بشكل غير معتاد، فقال حكيم القرية أن هذا الجو السيئ ما هو إلا غضب إله الرياح، فأشار عليهم ببناء تمثال ضخم لهذا الإله حتى يرضى عن أهل القرية، ويوقف العواصف، وبالفعل اجتمع أهل القرية كلهم لبناء هذا التمثال، وبعدها هدأت العواصف.. وبعد هذه الحلقة قمت بحذف القناة من على جهاز الرسيفر… فهي تدعوا مباشرة وبشكل سافر إلى الشرك بالله.

4-كانت هذه القناة أيضاً تعرض حلقات تسمى (يحيا أنجلو) وهي تحكي عن الطفل أنجلو الذكي الذي يصنع الكثير من الحيل لكي يخدع أبيه وأمه، وينجو بأي أفعال خاطئة قد يفعلها، وبهذا فهو يعلم الأطفال بشكل مباشرة أيضاً الاحتيال للوصول إلى أي هدف، وللخروج بسلام من أي موقف.

5-لاحظت أن غالبية الأطفال اللذين يتعرضون لهذا الكم من قنوات الكارتون، تتحول لهجاتهم إلى الحدة، وترتسم على وجوههم تعبيرات الغضب والرعب التي يشاهدونها من الشخصيات الممسوخة في هذه الأفلام، ويصبحون أكثر عدوانية وعناداً وتمرداً.

وهناك الكثير والكثير من الأمثلة على أفلام الكارتون التي تبث سمومها في عقول أضعف خلق الله (الأطفال) ونحن بكل سذاجة نسمح لهذه الأفلام من التغلغل في عقولهم، بحجة أنها تلهيهم عن الأم المشغولة بأعمال المنزل، أو أنها تثقفهم وتعلمهم.وحفاظاً على حياء قراءنا لم أقم بنشر صوراًً لبعض الأفلام التي تحتوي على إيحاءات وصور ورسومات ذات مضمون جنسي، ولكن أنصح المهتمين بالموضوع الدخول على موقع (يوتيوب) وكتابة (خطورة أفلام الكارتون) وسوف تشاهدون العجب العجاب.

فإلى متى سوف نترك عقول أطفالنا فريسة، ولقمة سائغة في فم هذا الغول الذي لا يرحم، أفلام الكارتون.

شارك برأيك وأضف تعليق

أحدث التعليقات

    2024 ©