الضمير المهني داخل بيئة العمل
- اخبار , شئون عمالية وعربية ودولية , مقالات
- 12 أكتوبر 2019
- d M Y
- 2259 مشاهدة

عصام النجار يكتب “الضمير المهني داخل بيئة العمل”
لم يعد الهروب من أداء الواجبات الوظيفية والتقصير فيها ظاهرة تقتصر على مجتمع عربي دون الآخر.. بل هناك إحصاءات عربية تؤكد تدني إنتاجية الموظف العام في العديد من الدول العربية بل وهروبه من عمله تحت مبررات ساذجة أحياناً، ودون وجود ما يبرر ذلك في معظم الأحيان.كانت دراسة مصرية حديثة قد رصدت وسائل تهرب بعض الموظفين في المؤسسات الحكومية من العمل وإهدار وقته بوسائل متعددة، حيث كشفت قيام 29% من الموظفين في 3 وزارات بـالتسرب من العمل بعد التوقيع بالحضور مباشرة.. وتحايل بعض الموظفين للتهرب من العمل المنوط بهم بوسائل متنوعة؛ من بينها التمارض، ومهام العمل الخارجية الوهمية، وتوقيع الموظفين بالحضور والانصراف لبعضهم البعض، وأيضاً قيام بعض الموظفين بالتهرب من أداء الواجبات الوظيفية بحجة الصلاة، وإهدار وقت طويل في ذلك دون مبرر.. كما كشفت دراسة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن متوسط عمل الموظف المصري نصف ساعة من إجمالي 7 ساعات، ومع ذلك يحصل 95% من الموظفين على تقدير (امتياز) في تقاريرهم السرية، كما أن 37% من الموظفين يكرهون أماكن عملهم ويذهبون إليها مكرَهين..ولكن يرجع هذا كلة الي الضميريحتاج الموظف الي تحكيم الضمير، غياب الوازع الديني هو أول سبب لانعدام الضمير المهني، فتغييب مراقبة الله عز و جل على كل تصرفاته يعدم الضمير المهني، اضافة إلى ذلك فإن عدم تطبيق القوانين بالشكل اللازم و افلاته من العقاب في كل مرة، يفتح المجال أكثر فأكثر لذلك، ثم إن التركيبة الإدارية في أي قطاع تساعد على ذلك، و نقصد بذلك أنه إذا كان رؤساء القطاعات العمومية معروفون بتخاذلهم و عدم انضباطهم في متابعة مرؤوسيهم يشجع هذه الفئات اكثر على التحلي بعامل اللامبالاة الناتجة عن انعدام الضمير المهني، دون أن ننسى الظروف و المؤثرات المحيطة بالموظفين الذين كانوا يتميزون بالجدية في بداية توظيفهم لكن عدم التشجيع، و الإحباط الذي يحيط به من طرف بسبب الطاقم الإداري الذي هو منخرط فيه، مع تداعيات ذالك على قدراتهم النفسية و البدية كلها عوامل تتكامل لتغيب قيمة الضمير المهني لدى الموظف، و التي يعود العامل الرئيس فيها إلى غياب الوازع الديني بحسب التنشئة الإجتماعية التي خضع لها…
أحدث التعليقات