
بقلم :زينب الجندي استشاري تدريب ومدرب تنمية موارد بشرية
أعلنت اليابان عن صناعة سيارة مستقبلية من الخشب الصلب وهوالمخلوط بمادة خاصة لصلابته وأوضح الخبر أنها تلجأ للمصدر النباتى للحفاظ على البيئة .
فتأملت الخبر طويلا وتخيلت كم الصناعات والورش التكميلية لهذه الصناعة وكم الأعداد التى تعمل بهذة الصناعة من تصميم ونجارة ودهانات خاصة وقطع غيار وصيانة ثم استيراد الاخشاب وبعدها تصدير المنتج المبتكر المبهر المصادق للبيئة للعالم هنا أدركت أكذوبة أن التكنولوجيا تستغنى عن المورد البشرى فاليابان خير دليل على حقيقة أن الاستثمار الأمثل للمورد البشرى يطور ويطوع التكنولوجيا لاحتياجاته وليس لإلغائه . وسريعا إنتابنى حزن وأنا فى الخيال لأنى رأيت هذه السيارات تسير فى الشوارع المصرية كعادتنا سباقين فى الاستيراد ونحن نصفق وننبهر بما “يسمى كوكب اليابان ” وانتبهت من الخيال وذكرت نفسى بمحنة اليابان التى أنشأت قوة الإرادة للنجاح المستمر وصفع عدوها على ما ظن أنه أبادها .
لذا راجعت نفسى لتاريخنا الغنى بالمحن وبعد كل محنة نخرج أشد وأقوى وسألت نفسى لماذا لم نصل لأى شىء نتميز فيه ويذكر اسم مصر عليه وهى محط أنظار العالم كله ؟؟؟؟فالحقيقة لم أجد سوى سببين رئيسيين من وجهة نظرى لتأخرنا عن اليابان وبعدنا عن التقدم أولاهما :- كثرة الصراعات على السلطة الفردية دون الاهتمام بغرس ثقافة أهمية العمل الجماعى وقيمة المكسب للجميعثانيهما :- عدم استيعاب قاعدة مهمة جدا وهى ” الأهم من النجاح الاستمرار فيه والحفاظ عليه ” فدائما أى شىء جميل ومشرف يبتر فى منتصف العمل للأسف لايكتمل وإذا إكتمل يحرم من صيانته والحفاظ عليه وأريد القول هنا بأننا نحتاج إلى قوة إرادة للنجاح ورفع ثقتنا بأنفسنا أننا نستطيع شرط الحفاظ عليه والتغلب على شعور الإحباط واللامبالاه واعتقاد أن السعادة فى الراحة دون التعب فى العمل فلابد أن نعى أن الراحة هى جزاء من تعب فى الدنيا ومكانها الجنة وموعودها فى الآخرة فليس من العقل أن نبحث عن شىء غير موجود أصلا فى الدنيا .هذا إذا كنا نريد أن نلحق بما يسمى “كوكب اليابان ” وعندها سيكون ” شمس مصر التى لاتغيب عن العالم بخيرها”.
أحدث التعليقات